يُعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن صيام التطوع مستحب وفيه فضل عظيم، وهو يهدف إلى تقوية العبادة وتقوى القلب. ويبين أن للصيام التطوعي مواقيت وأوقات مستحبة يستند إليها في تحصيل الثواب. من بين ذلك صيام ستة أيام من شهر شوال عقب انتهاء رمضان، فقد ورد أن من صام رمضان ثم صام ستة أيام من شوال فكان كمن صام الدهر. ويؤكد الحديث أن الثواب يتحقق بالمتابعة والصيام المستمر بعد رمضان، وهو أمر يحرص عليه المؤمنون.

فضائل صيام التطوع

أعلن النبي أيضًا أن صوم عشر ذي الحجة وصوم يوم عرفة لغير الحاج من صيام التطوع المستحب، وذلك في أيام مناسبة العبادة الكبرى. وتذكر السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله كان يصوم أكثر شعبان، حتى قالت: ما رأيتُ رسول الله صائمًا أكثر من شعبان. كما أن الأشهر الحرم الأربع هي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، وليس لصوم رجب فضل زائد عن غيره من الشهور، بل هو جزء من هذه الأربعة ويُستحب فيه الصيام كما يستحب في غيره.

كما يُستحب صيام يومي الإثنين والخميس، إذ كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكثر ما يصوم هذين اليومين. ويُذكر أيضًا صيام ثلاثة أيام من كل شهر وهي الأيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فذلك يعادل صيام الدهر كما روى النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ويؤكد الحديث أن من صام هذه الأيام الثلاثة فذلك بمثابة صيام الدهر إذا واصلها كل شهر.

وأخيرًا يذكر الحديث أن أحب الصيام إلى الله صيام داود عليه السلام؛ كان يصوم يوماً ويفطر يوماً. ويبين ذلك أسلوبًا يوازن بين العبادة والراحة، وهو نموذج صيام التطوع الذي يحافظ على الاستمرارية. وبذلك يمكن للمسلم اختيار نمط صيام متوازن يعزز التقوى وفق السنة النبوية الصحيحة.

شاركها.
اترك تعليقاً