تنفذ وزارة التضامن الاجتماعي بالتعاون مع اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر وصندوق مساعدة ضحايا الاتجار بالبشر دورة تدريبية مكثفة بمحافظة الفيوم في الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر الجاري. تهدف الدورة إلى تدريب وتوعية الرائدات الاجتماعيات حول جرائم الاتجار بالبشر وتحديد أشكالها والوقاية منها. تعد هذه الدورة انطلاقة لأنشطة الصندوق التدريبية على مستوى محافظات الجمهورية بهدف بناء شبكة وطنية من الكوادر المجتمعية المدربة. استهدفت الدورة 30 رائدة اجتماعية يمثلن جميع مراكز ومدن المحافظة ليصبحن خط الدفاع الأول في مجتمعاتهن.
وفي افتتاح الجلسة أعربت السفيرة دينا الصيحي، المدير التنفيذي للصندوق، عن أهمية إشراك الرائدات في التعرف على أشكال الاتجار بالبشر وتدريبهن على التوعية الأسرية. أكدت الدكتورة رشا فهمي ممثلة وزارة التضامن الاجتماعي أهمية تعزيز التعاون المجتمعي في التصدي لهذه الجرائم وتوسيع دائرة المستفيدين. وفي ختام الدورة تحدثت السفيرة نائلة جبر رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر فشددت على أن استغلال أي فرد يمثل شكلًا من أشكال الاتجار ويستدعي التدخل والحماية.
محتوى الجلسات وأشكال الاتجار
تضمنت الجلسات تعريف دور اللجنة الوطنية وأوجه الاتجار بالبشر وأشكاله المتعددة. شملت أمثلة مثل زواج الصفقة واستغلال الأطفال بلا مأوى، والعمل القسري، والعمالة المنزلية، والاستغلال الجنسي، وتجارة الأعضاء. كما عرضت الجلسات دور واختصاصات الصندوق وأوجه المساعدات التي يقدمها للضحايا. وتمت مناقشة عروض تفاعلية ودراسات حالة واقعية لتعميق الفهم.
الإطار القانوني والتدريب على المهارات
كما ناقشت الجلسات العوامل الاجتماعية والاقتصادية المسببة لجريمة الاتجار بالبشر. وتم شرح الإطار القانوني المصري المنظم لمكافحة هذه الجرائم عبر قانون مكافحة الاتجار بالبشر رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠. وتناولت الدورات حقوق الضحايا وحماية الشهود، وتدريب الرائدات على مهارات الإرشاد والاتصال للتواصل الفعّال مع الأسر. وتركزت الجلسات على تمكين الرائدات من الإبلاغ والتوجيه بشكل آمن ومؤثر.
تفاعل الرائدات وتقييم الدورة
أعربت الرائدات عن تقديرهن للمعلومات الثرية التي قدمها الصندوق حول أنواع الاتجار وأشكاله وكيفية التعرف عليه، إضافة إلى طرق حماية الضحايا. أشارت إلى أن مهارات التواصل والتوعية التي طرحتها الدورة ستساعدهن في توعية الأسر والمجتمعات المحلية ومخاطر الجرائم. وأكدن ضرورة الإبلاغ والتعاون مع الخطوط الساخنة والجهات المعنية.
الزيارات الميدانية والنتائج المتوقعة
على هامش الفعالية قامت السفيرة دينا الصيحي بجولات ميدانية للقيادات المحلية في الفيوم لبحث احتياجات المحافظة. التقت وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي ومدير مديرية التضامن بالمحافظة وتناولت سبل تعزيز التعاون وتلبية الاحتياجات. كما التقت مدير مديرية الأوقاف ووكلاء الكنيسة الأرثوذكسية وممثلة المجلس القومي للمرأة ومسؤول لجنة حماية الطفل ورئيس جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر. وجرى التأكيد على مواصلة التنسيق وتفعيل آليات لتوفير الخدمات والدعم للضحايا وتوسيع نطاق التوعية.
جدير بالذكر أن صندوق مساعدة ضحايا الاتجار بالبشر أُنشئ بموجب القرار الجمهوري رقم 349 لسنة 2024 وتم إطلاقه رسميًا في نوفمبر الماضي. يقوم الصندوق بتقديم الدعم الشامل للضحايا بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية، ويهدف إلى حماية الضحايا وتوفير الخدمات اللازمة والتعزيز من التدخلات المجتمعية.


