ينتشر نمط من التربية يفرض فيه الوالدان رأيهما وقراراتهما دون مساحة حوار مع الأبناء. يُشار إلى هذا الأسلوب بأنه يعكس نزعة نرجسية في التربية، وتنتج عنه آثار نفسية وسلوكية عميقة لدى الأبناء. في السطور التالية نستعرض أبرز الأضرار ونبين كيف يمكن للآباء تقليل أثرها.
تراجع الطاقة العاطفية
عندما يقدم الآباء قراراتهم على حساب مشاعر الأبناء، يحرمونهم من الرعاية العاطفية الكافية التي تشمل المشاركة والتقدير والتعاون. مع غياب هذه العناصر الأساسية، يشعر الأبناء بعدم الأمان ويبدأون في الشك بمشاعرهم واحتياجاتهم. هذا النقص يدفعهم إلى البحث عن القبول والتقدير خارج الأسرة لتعويضه.
محدودية المهارات وتوقف النمو الشخصي
استمرار الممارسات النرجسية في التربية يؤدي إلى تجاهل احتياجات الأبناء الفردية وعدم اكتشاف مواهبهم أو دعم نقاط قوتهم. نتيجة ذلك يفقد الأبناء فرص التطور واكتساب مهارات جديدة، ويكبرون دون وعي بإمكاناتهم الحقيقية. ينعكس ذلك سلبًا على ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التقدم.
اعتمادية مفرطة على الوالدين
يسعى الآباء النرجسيون إلى حضور دائم في حياة أبنائهم والتأكيد المستمر على تأثيرهم وقراراتهم، وهو ما يضعف إحساس الأبناء بالاستقلالية. يُنشأ الطفل وهو غير قادر على اتخاذ قرار أو التفكير بشكل مستقل دون الرجوع إلى والديه، ما يعزز شعوره بالعجز ويقلل من ثقته بنفسه على المدى الطويل. تتفاقم هذه الاعتمادية وتؤثر في قدرته على الاعتماد على نفسه في المستقبل.
ضعف التكيف الاجتماعي
يشعر الأبناء في ظل هذه التربية بأن آراءهم غير مهمة وأن أفكارهم لا قيمة لها، وهو ما يدفعهم إلى الانسحاب الاجتماعي والخوف من التعبير عن الرأي. ومع مرور الوقت، يتجنبون المشاركة في التجمعات أو النقاشات ويصبحون أقل قدرة على التواصل والتعامل مع الآخرين. ينعكس ذلك سلبًا على علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية في المستقبل.


