تشهد المواسم الشتوية ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وتتصدر سلالة H3N2 المشهد الصحي العالمي بوصفها من بين أكثر سلالات الإنفلونزا شراسة وتأثيرًا. وتؤكد تقارير صحية عالمية أن فيروس H3N2 يسهم سنويًا في موجات واسعة من الإنفلونزا، حيث يصيب نحو 10 إلى 20% من سكان العالم. كما تشير بيانات صحية دولية إلى أن هذا الفيروس يسبب ما يصل إلى نصف حالات الدخول إلى المستشفيات خلال مواسم الإنفلونزا الشديدة، مع معدلات مضاعفات أعلى من سلالات أخرى مثل H1N1. وتوضح الأبحاث أن سبب القلق من هذه السلالة يعود إلى قدرتها السريعة على التحور، ما يقلل فاعلية اللقاحات بنسب تتراوح بين 20 و30% سنويًا، ويجبر الجهات الصحية على تحديث التطعيمات بشكل مستمر. كما تسهم الأجواء الباردة والجافة، والتجمعات داخل الأماكن المغلقة، في تعجيل انتشار الفيروس خلال الشتاء.

لماذا يعد H3N2 أكثر خطورة؟

يرجع القلق من هذه السلالة إلى قدرتها السريعة على التحور، ما يضعف فاعلية اللقاحات بنسب تقارب 20 إلى 30% سنويًا. ويجبر ذلك الجهات الصحية على تحديث برامج التطعيم بشكل مستمر للحاق بالتغيرات المستمرة في الفيروس. كما تساهم الأجواء الباردة والجافة، إضافة إلى التجمعات داخل الأماكن المغلقة، في تسريع انتشار الفيروس خلال الشتاء.

أعراض فيروس H3N2 الشائعة

تشير التقارير الطبية إلى أن أعراض فيروس H3N2 تتضمن ارتفاعًا مفاجئًا في الحرارة قد يصل إلى 40 درجة مئوية. ويترافق مع سعال جاف مستمر والتهاب الحلق وآلام في العضلات والمفاصل. وتظهر القشعريرة والصداع والإرهاق الشديد كعلامات شائعة، وتكون نسبة السعال والحمى أعلى مقارنة بسلالات أقل شدة. قد يظهر ضيق في التنفس في الحالات المتقدمة خاصة بين من هم أكثر عرضة للمضاعفات.

الفئات الأكثر عرضة للخطر

الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن فوق 65 عامًا يعدون الأكثر تضررًا، إذ ترتفع احتمالات دخولهم المستشفى إلى أربعة أضعاف مقارنة بغيرهم. وتزداد مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، خاصة لدى كبار السن. وهذا يجعل حماية هذه الفئات أمراً ضرورياً وتطبيق إجراءات وقائية مناسبة أمرًا بالغ الأهمية.

كيف يعمل الفيروس داخل الجسم؟

يهاجم الفيروس الخلايا المبطنة للأنف والحلق ويستخدمها لإنتاج آلاف النسخ الجديدة خلال ساعات قليلة قبل أن ينتشر إلى خلايا أخرى، متجاوزًا دفاعات الجهاز المناعي بآليات معقدة. ينتشر الفيروس بعدها بسرعة في الجهاز التنفسي ويزيد قدرته على العدوى مقارنة بسلالات أخرى. تسهم هذه الآليات في سرعة الإصابة وتوسعها بين السكان.

سبل الوقاية وتقليل المخاطر

ينتقل H3N2 بشكل أساسي عبر الرذاذ التنفسي والملامسة المباشرة للأسطح الملوثة، وقد يبقى نشطًا لساعات طويلة. ويوصي الخبراء بالحصول على اللقاح السنوي، والالتزام بالنظافة الشخصية، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة. كما يُشدد على بدء العلاج بالمضادات الفيروسية خلال أول 48 ساعة من ظهور الأعراض لتقليل حدة المرض. كما يؤكد المختصون أن فيروس H3N2 قد يتراجع بنهاية الموسم لكنه يستمر في التطور، ما يجعل الوقاية المبكرة والوعي بالأعراض أمرين ضروريين لتفادي مضاعفاته الخطيرة.

شاركها.
اترك تعليقاً