توضح الدكتورة ميناكشي جاين أن التعرق المرتبط بالقلق يظهر عادةً بشكل فجائي ودون نشاط بدني، خصوصاً قبل لقاء أو تفاعل اجتماعي. يمتاز بتصبب اليدين وتورد الوجه وتغلغل العرق في الملابس. عندما يشعر الشخص بالقلق، يدخل الجسم في حالة استنفار وتوتر، ما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر. تزداد نشاط الغدد العرقية في راحتي اليدين وأخمص القدمين والوجه وتحت الإبطين نتيجة لذلك.

تؤكد الدكتورة أن ليس كل تعرق مفرط ناجم عن القلق وحده، فهناك عوامل أخرى قد تكون وراءه. تشمل هذه العوامل التغيرات الهرمونية مثل فترات ما قبل انقطاع الطمث أو أثناءها، واضطرابات الغدة الدرقية، وتغيرات في الوزن. قد يخلط البعض بين أعراض القلق ومشكلات جسدية أخرى، لذلك يجب إجراء تقييم طبي شامل من منظور الصحة النفسية والجسدية. لا يجوز تفسير كل حالة على أنها قلق مفرط دون فحص صحيح للسبب الكامن.

عوامل هرمونية محتملة

تشير التغيرات الهرمونية إلى ظهور هبات ساخنة وتعرق ليلي في حالات معينة مثل فترات ما قبل انقطاع الطمث. تُسبب هذه الحالات تقلبات حرارة وجلدًا مُبللًا بالعرق وقد تستمر حتى أثناء النوم. كما أن اضطرابات الغدة الدرقية قد تتسبب في تعرق مستمر مع تغيرات في الوزن وخفقان ونهام على الحرارة. لذلك يحتاج التقييم إلى ربط أعراض القلق بأية أعراض جسدية أخرى للوصول إلى تشخيص دقيق.

متى تستدعي التقييم الطبي

إذا كان التعرق ليلياً غزيراً وترافق مع فقدان وزن أو حمى أو تعب دون سبب واضح، فهذه إشارات تستدعي التقييم الطبي. كما أن التعرق المستمر خلال النهار مع صعوبة الحفاظ على الحرارة قد يكون علامة لمسألة صحية تحتاج إلى فحص أشمل. ينصح بعدم تجاهل هذه الأعراض وتحديداً عند وجود تغيرات جديدة في النمط أو شدة العرَق. يجب أن يتعاون الفرد مع فريق الرعاية الصحية لتحديد السبب وتخطيط العلاج المناسب.

الأدوية وتأثيرها

قد تكون الأدوية جزءاً من المشكلة أيضاً، فبعض مضادات الاكتئاب والقلق ومسكنات الألم قد تزيد من التعرق كأثر جانبي. وعلى الرغم من أن هذا الأمر قد يبدو بسيطاً، إلا أنه قد يؤثر سلباً في الالتزام بالعلاج وجودة الحياة. يمكن أن يُخفف الخبراء من الأعراض من خلال تعديل الدواء أو تغيير العلاج إذا لزم الأمر بالتنسيق مع الطبيب. وتؤكد الدكتورة جاين أن التعرق الناتج عن القلق أمرٌ طبيعي ويمكن السيطرة عليه عبر العلاج النفسي واستراتيجيات إدارة التوتر.

إدارة التعرق المرتبط بالقلق

توضح الدراسات أن التعرض للتوتر يرفع نشاط الغدد العرقية في مناطق مثل راحتي اليدين والوجه، لكن يمكن تخفيض ذلك من خلال تقنيات استرخاء وتعديل نمط النوم والكافيين. تعتبر العناية المتكاملة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية أساساً في التعامل مع هذه الحالة. يُفيد الجمع بين العلاج النفسي والتدخلات السلوكية مع الرعاية الطبية في تقليل التعرق وتحسين جودة الحياة. إذا لم تتحسن الحالة أو تفاقمت، يجب التواصل مع الطبيب وأخصائي الصحة النفسية لتحديد السبب وتعديل الخطة العلاجية.

شاركها.
اترك تعليقاً