أعلن الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس أن الهند ساهمت في رفع مكانة الطب التقليدي ضمن أجندة الصحة العالمية، فصار هذا المجال حاضراً بوضوح على الخريطة العالمية. وأوضح أن الطب التقليدي يمكن أن يساعد في مواجهة التهديدات الصحية، وأن الهند أظهرت أن تقاليدها ومعارفها يمكن أن تتكامل مع العلم الحديث. وأشار إلى أن الاجتماعات التي عقدت في نيودلهي خلال الأيام الماضية جمعت علماء وممارسين ونواب وقادة من السكان الأصليين من أكثر من 100 دولة، بهدف ربط التقاليد القديمة بالعلوم الحديثة.

تعزيز الطب التقليدي ضمن النظم الصحية

وأشار إلى وجود خطوات عملية لتعزيز الطب التقليدي ضمن النظم الصحية، منها إنشاء وزارة خاصة بمنظومة أيوش وإطلاق المركز العالمي للطب التقليدي في جامناجار. وهذه الخطوات توضح أن الحكمة التقليدية والعلوم الحديثة ليستا متعارضتين بل يمكن أن تتكاملا لتقديم رعاية صحية أكثر قوة. إن الهند أظهرت أن التقاليد والابتكار والتراث والعلم يمكن أن يعملوا معاً من خلال أنظمة أيوش التي تعود لقرون.

حماية المعرفة والتنوع البيولوجي

اتفق المجتمع الدولي على حماية التنوع البيولوجي والمعارف التقليدية مع احترام التراث والملكية الفكرية وتقاسم المنافع بشكل عادل. كما اتفق على تنظيم متكامل قائم على المخاطر لضمان السلامة والجودة وبناء ثقة الجمهور. كما شدد على استخدام التقنيات الرقمية والابتكار بطريقة مسؤولة لتعزيز الوصول إلى المعارف وتوليد البيانات.

دمج الطب التقليدي مع الرعاية الأولية

وأكدت الحوارات أن الطب التقليدي الآمن والفعال يمكن دمجه في النظم الصحية، خاصة ضمن الرعاية الأولية التي تشكل ركيزة أساسية وتستند إلى المعايير العلمية. وأعلنت منظمة الصحة العالمية إطلاق مكتبة الطب التقليدي العالمية كمنصة ثقة تحمي الملكية الفكرية وتضمن حقوق المجتمع وتدعم الوصول العادل وتبادل المنافع. وتتيح المكتبة سياسات وتعليمًا وابتكارًا قائمًا على الأدلة، على المستوى العالمي وعبر الأجيال.

أطر استراتيجية وتطلعات مستقبلية

وأوضح الدكتور أن الأولويات المرتبطة بالطب التقليدي تشكل جزءاً من استراتيجية منظمة الصحة العالمية 2025-2034، وهي خطة تستند إلى العلم وتسترشد بالأخلاق وتدفع للمساواة والتضامن العالمي. كما أشار إلى خطوة تاريخية بإطلاق المكتبة العالمية للطب التقليدي التي تمثل منصة ثقة تحمي الملكية الفكرية وحقوق المجتمع وتدعم الوصول العادل وتبادل المنافع. وأكد أن النجاح الحقيقي سيقاس بتطبيق الالتزامات في سياسات وطنية وأطر تنظيمية، وباستثمار في البحث والتعليم وتطوير القوى البشرية، وبدمج الطب التقليدي بشكل مسؤول وآمن في الرعاية الصحية.

التزامات ومتابعة التنفيذ

وأكد أن منظمة الصحة العالمية ستواصل العمل مع الدول في هذا المسار من خلال المركز العالمي للطب التقليدي والتعاون التقني والمعايير المشتركة والمساءلة الشفافة. وقد استمع الدكتور إلى تصريحات الوزراء ورؤساء الوفود أثناء اجتماع المائدة المستديرة وتأكد من التزام المنظمة بالخطوات المستقبلية. سيتطلب ذلك ترجمة هذه الالتزامات إلى سياسات وطنية أطر تنظيمية واستثماراً مستداماً في البحث والتعليم وتطوير القوى العاملة لضمان فوائد ملموسة لمعظم الناس وخاصة من هم في أمس الحاجة للخدمات.

شاركها.
اترك تعليقاً