أعلنت النيابة العامة في الإسكندرية أن التحقيقات التي يباشرها المستشار عمر أبو كليلة، وكيل النائب العام، مع المتهم ط.ح.ع قد كشفت تفاصيل جريمة قتل وتقطيع جثمان المجني عليه ع.ع.ص. وأكدت أن المتهم اعترف بارتكاب الجريمة وتفصيلاتها. بحسب أقواله، بدأ بتكسير سيراميك غرفة المجني عليه باستخدام الأجنة والشاكوش ثم وضع أجزاء من الجثة وتغطيتها بالرمل والأسمنت وتسوّى الأرضية فوقها. وأقر بأن الصعود إلى الطابق الثاني بالعقار كشف له غرفة حمام بها موضع لقاعدة الحمام، فدفن رأس المجني عليه فيها وغطاه بخليط الأسمنت والرمل حتى لا يكتشفه أحد.
وتضيف التحقيقات أن كاميرات المراقبة رصدت المتهم وهو في مراحل الجريمة، فظهر في مقطع وهو حامل جوال بلاستيكي ممتلئ، ثم في مقطع آخر وهو يتخلص من الأجزاء الأولى، وبعدها مقطع يبين دخوله إلى مخبز ثم خروجه وهو يحمل أكياساً بلاستيكية، وتبين مقطع ثالث وهو يتجه لشراء مواد الأسمنت والرمال، وأخيراً مقطع يظهر حمله لكيس بلاستيكي أسود ممتلئاً. وعند عرض المقاطع عليه اعترف بأنه هو الشخص الظاهر في الصور والمقاطع وأنه ارتكب الواقعة كما ورد في التسجيلات.
بداية الواقعة
اعترف المتهم ط.ح.ع بأنه جاء من الصعيد منذ ثلاث سنوات واستقر في منطقة أبو يوسف، حيث يسكن في شقة عمال بالإيجار بجانب المجني عليه ع.ع وعامل آخر يدعى م.ا. وقال إن المجني عليه كان ينام في غرفة ونحن ننام في غرفة أخرى، وكنا نعمل بنظام اليومي. كما أشار إلى أنه كان قد تعاون مع المجني عليه منذ نحو عام في نقل عفش لسيدة من أبو يوسف إلى البيطاش، وبعد انتهاء العمل قالت السيدة إن درج الكمودينو يحوي 1200 جنيه، فأنكروا وجود مال لديها وتركوا المكان ثم استمر التعاقد بينهما. وأكد أن الخلاف نشأ عندما طلب منه المجني عليه 1200 جنيهاً إضافية ثم استمر السباب والاتهام بالسرقة، فقرر الانتقام.
دافع الخلاف والانتقام
أوضح المتهم أن سبب القتل كان خلافاً مالياً نتيجة مطالبة المجني عليه بمبلغ 1200 جنيه، وأن الأخير استمر في سبّه وتهديد أهله، فقرر الانتقام منه. أشار إلى أن الخلاف تطور إلى اشتباك كلامي ثم إلى خطة لإسكات صديقه نهائياً وتفادي الشكوك. وأكد أن المحاولة كانت مدبرة بتوقيت محدد وبأدوات حادة لإحداث الإصابات وإخفاء الجريمة.
التنفيذ والتخلص من الجثة
ذكر المتهم أنه بعد الخلاف نزولا إلى العمل صباحاً مع صديق ثالث وأغلق باب العمارة والشقة جيداً، ثم حضر إلى غرفة المجني عليه وباشر الترتيب لإتمام الاعتداء باستخدام سكينين، إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة. ودخل إلى غرفة المجني عليه وطلب منه التوجه إلى السيدّة لإنهاء الخلاف والتأكد من أنه لم يسرقها، ثم باغته بسكينة في الرقبة وطعنه عدة طعنات في البطن، وبعدها تقطع الجثة وأُخفيت الأجزاء في الشقة بينما أُلقي الجزء الأكبر في صندوق القمامة ووضعت متاع المتهم داخل جوال لتضليل الكشف. وأقر بأن فكرة القتل جاءت من رغبته في الانتقام وتكبيل الجاني بسبب سبّه ولعن أهله واتهامه بالسرقة، وأن المحضر جرى تحريره والنيابة باشرت التحقيقات.


