تشير مراجعات صحية إلى أن انخفاض درجات الحرارة وقِصر ساعات النهار يسببان زيادة ملحوظة في الشهية. يلاحظ كثيرون ازدياد الرغبة في تناول الأطعمة الدافئة والغنية بالكربوهيدرات مع تغير الفصل. وتؤكد عوامل بيولوجية وهرمونية واضطراب الساعة البيولوجية أنها تلعب دوراً أكبر مما يتصور البعض، وليس الطقس البارد وحده هو السبب. لذا يجب فهم السياق البيولوجي لكبح الشهية خلال الشتاء دون الاعتماد فقط على التغيرات المناخية.
هل البرد سبب الجوع؟
يوضح خبراء التغذية أن التغيرات في الشهية خلال الشتاء لا ترجع فقط إلى انخفاض الحرارة، بل تتأثر بشكل أساسي بقلة التعرض لضوء الشمس واضطراب الإيقاع اليومي وتغيرات بسيطة في هرمونات الجوع. كما أن قلة الضوء قد تضعف إشارات الشبع وتزيد من الرغبة في الأطعمة الدافئة. وتؤثر هذه العوامل مجتمعة على نمط الأكل أكثر من الاحتياجات الفعلية للجسم.
تقلبات المزاج بقصر النهار
يشير المختصون إلى أن الدماغ يحاول تعويض انخفاض المزاج والطاقة عبر زيادة الرغبة في تناول الطعام المريح، خصوصاً الكربوهيدرات. وتؤدي تقلبات المزاج في هذه الفترة إلى اختيار أطعمة دسمة أكثر من المعتاد. وتؤثر العوامل المرتبطة بقصر ساعات النهار على استقرار المزاج وتوجيه العادات الغذائية بشكل واضح.
لماذا تزداد الرغبة في الكربوهيدرات شتاءً؟
تشير الدراسات إلى أن انخفاض ضوء النهار قد يؤدي إلى اضطراب إفراز هرمونات الجوع وزيادة الرغبة في الأطعمة التي تعزز المزاج. كما يساهم انخفاض النشاط البدني في تلك الفترة في تعزيز الشعور بالجوع. وتلاحظ كثير من الأشخاص اكتساب وزن يتراوح بين 1 و2 كغ خلال الشتاء بسبب هذه التغيرات مجتمعة.
طرق للسيطرة على الشهية
يحدد المختصون استراتيجيات عملية للسيطرة على الشهية في الشتاء وتخفيف الرغبة في الأطعمة العالية السعرات. أولاً، الانتظام في مواعيد الوجبات يساهم في ضبط الساعة البيولوجية وتقليل نوبات الجوع. ثانياً، تبدأ وجبة الإفطار بوجبة غنية بالبروتين لأنها تساعد في استقرار سكر الدم وتقليل الرغبة في تناول الطعام.
ثالثاً، تركّز الوجبة على الألياف في بداية الوجبة لأنها تزيد الشعور بالشبع وتقلل الكميات المتناولة. رابعاً، تستخدم توابل طبيعية مثل الفلفل الحار والفلفل الأسود والزنجبيل لتعزيز الشعور بالشبع وإطلاق حرارة في الجسم. خامساً، يحافظ المرء على الترطيب الجيد لأن الجفاف قد يُفسر خطأ كجوع، ويمكن شرب الماء أو شاي الأعشاب قبل الوجبات بنحو 30 دقيقة لتقليل السعرات وتحسين الطاقة.
عوامل تؤثر على الشهية
يؤكد الخبراء أن التحكم في الشهية لا يقتصر على الطعام فحسب، بل يشمل جودة النوم وإدارة التوتر وتحسين المزاج. كما أن زيادة الحركة اليومية والتعرض للضوء الطبيعي قدر الإمكان لها أثر مباشر في تنظيم الإشارات الجوعية. وتظهر الأدلة أن النوم غير الكافي يمكن أن يعزز الرغبة في الأطعمة ذات السعرات العالية ويؤثر على اختيار الأطعمة. وتُلاحظ أن تنظيم هذه العوامل مع التغذية الصحيحة يقلل من فرص زيادة الوزن خلال الشتاء.
خلاصة الأمر أن التوازن الغذائي في الشتاء يتطلب فهم العوامل البيولوجية والهرمونية وبالتوازي تنظيم النوم والتعرض للضوء والحالة المزاجية. وتساعد الاستراتيجيات المذكورة في الحد من الرغبة في الأطعمة عالية السعرات وتحقيق استقرار الوزن. ويؤكد المختصون أن الاتزان في هذه الجوانب يسهم في الحفاظ على صحة أفضل خلال الموسم البارد.


