يتوق جسمك إلى السكر صباحاً لأسباب متعددة، ما يجعل اختيار إفطار منخفض السكر بداية اليوم أمرًا صعباً. ينخفض سكر الدم خلال الليل، وعند الصباح يرسل الجسم إشارات جوع إلى الدماغ كي يبحث عن حل سريع عبر الحلويات والكربوهيدرات المكررة. كما أن نشاط الساعة البيولوجية يرفع مستوى الكورتيزول في الصباح، وهو هرمون مرتبط بالتوتر والتمثيل الغذائي، ما يعزز اليقظة ولكنه يزيد أيضاً الرغبة في تناول السكريات. ويلعب هرمون الجريلين دوراً في إشعارك بالجوع وتوجيه الدماغ نحو المتعة عند استهلاك الحلويات.
أسباب الرغبة بالسكريات
عندما تنخفض نسبة السكر في الدم ليلاً، يستقبل الدماغ إشارات جوع في الصباح، ويستجيب الجسم بتوق سريع إلى الكربوهيدرات البسيطة والحلوى كحل فوري. يزداد هذا الشعور مع نشاط الدورة اليومية التي ترفع اليقظة وتدفع إلى البحث عن طاقة سريعة. تتفاعل هذه الاستعدادات مع هرمونات الجوع والضغط فتزداد الرغبة في أطعمة حلوة في بداية اليوم. بناءً على ذلك، تصبح اختيارات الإفطار صعبة وتصل في بعض الأحيان إلى حد الاعتماد على السكريات كإفطار نموذجي.
تلعب التوترات اليومية دوراً في رفع مستويات الكورتيزول، وهذا بدوره يزيد إفراز هرمون الجريلين، ما يعزز الإحساس بالجوع ويقود إلى تفضيل الأطعمة الحلوة ويمنح الدماغ شعوراً بالمتعة عند تناولها. من المهم ملاحظة أن هذا التغير الهرموني يمكن أن يعيد تشكيل خياراتك الغذائية على مدى أيام، وهو ما يفتح باب الاعتماد المستمر على السكريات في الصباح. كما أن التوازن الهرموني في هذه الفترة يمهد الطريق لاتباع عادات غذائية غير صحية تكرس الرغبة في السكريات. ولكل ذلك آثارها على المزاج والطاقة طوال اليوم.
دوامة السكر وآثارها
إذا استمرت عادة الإفطار الغني بالسكريات لفترة طويلة، قد تتحول الرغبة إلى نمط ثابت يربك الإشارات الجوع ويزيد من قوة الحاجة إلى الحلويات في الصباح. يلاحظ أن الدماغ يميل إلى تعزيز مشاعر المتعة والدوبامين عند تناول السكريات، مما يقود إلى حلقة يصبح فيها الاعتماد على السكر جزءاً من نشاطك الصباحي. تزداد الرغبة في اليوم التالي لأن الجسم يتأقلم مع جرعة الدوبامين الناتجة عن السكريات. في هذه الدوامة، يصبح من الأصعب اختيار خيارات إفطار أكثر توازناً بشكل مستمر.
تؤدي هذه النمطية إلى تقليل الرضا عن خيارات صحية أخرى وتؤثر سلباً على مستويات الطاقة طوال اليوم، ما يجعل البدء بنشاط صباحي متوازن أمراً أكثر تحدياً. كما تتغير استجابات الجسم للأنسولين وتزداد مقاومته في بعض الحالات، وهو ما يسهم في تفاقم الرغبة في السكريات كآلية لتحقيق التوازن العاجل. كل ذلك يجري في إطار تراكمي يضع الفرد في دوامة مستمرة من الاختيارات غير المتوازنة في الإفطار. لذا فإن التفريق بين الإشارات وتعديلها يحتاج إلى تغييرات منهجية في السلوك اليومي.
التغلب على الرغبة
ابدأ بتوفير نوم كافٍ ليلياً فذلك يساعد في استعادة توازن الهرمونات وتقليل الرغبة في الحلويات الصباحية. راقب مستويات التوتر من خلال تقنيات مناسبة مثل التنفس العميق والتأمل وممارسة الرياضة والكتابة، فهذه الوسائل تساهم في ضبط مستوى الكورتيزول وتقلل من دفعات الرغبة. اختر أطعمة تَشبِعك وتكون غنية بالبروتين والألياف معاً، لأنها تعزز استقرار سكر الدم وتقلل الرغبة في السكريات. ابحث عن مصادر طبيعية للسكر مثل الفاكهة كخيار صحي لتجنب أعراض الانسحاب والرغبة الشديدة عند التوقف التام عن السكر.


