حكم صيام شهر رجب
توضح دار الإفتاء المصرية أن صيام شهر رجب من الأعمال المستحبّة، وتؤكد أن الصيام بصفة عامة عبادة تقرب العبد من ربه وتثيب عظيم. وتستدل في ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبيّن فضل الصيام قائلاً: إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، ولا يدخل منه أحد سواه. كما يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال شهر رجب دعا قائلاً: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان.
وتؤكد النصوص أن فضيلة الصيام في الأشهر الحرم عامة، ورجب منها خاصة، وذلك دليل على استحباب الإكثار من الصيام فيها. وتورد دار الإفتاء أن باب الريان يفتح للصائمين يوم القيامة في الجنة، كما أن الدعاء ممتد إلى شهر رجب كونه مقدمة للعبادة المقبلة. وتدعو الأمة إلى اغتنام أيام الشهر بالطاعات والدعاء، وهو ما يحث عليه النبي في ما ورد عنه من الأحاديث.
أجمل الأدعية المستحب الدعاء بها في شهر رجب
ومن أبرز الأدعية المستحب الدعاء بها في هذا الشهر تلك التي تجمع بين البركة والتوبة والرجاء من الله، وترد في ثنايا المصادر الدينية وعلى ألسنة المؤمنين. ومنها اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان. اللهم أهلّه علينا باليُمن والإيمان والسلامة والإسلام. اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونصره ونوره وبركته. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه.
ومن الأدعية الأخرى التي تتردد في هذه المدة: اللهم يا ذا الرحمة الواسعة، ارزقنا في هذا الشهر توبة نصوحاً. يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله. اللهم لا تدع لنا في هذا الشهر ذنباً إلا غفرته ولا همّا إلا فرّجته. اللهم وسع أرزاقنا وباعد بيننا وبين الخطايا كما باعدت بين المشرق والمغرب.
آراء الفقهاء حول صيام شهر رجب كاملًا
يرى فقهاء المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية أن صيام شهر رجب من الأمور المستحبّة، وهو من صيام الأشهر الحرم. ويورد الحنفية أن الصيام المستحب يشمل صيام المحرم ثم رجب ثم شعبان إلى جانب صيام يوم عاشوراء. وتذكر المالكية استحباب صيام الأشهر الحرم ومنها رجب، مع بيان أن أفضلها المحرم ثم رجب ثم ذو القعدة وذو الحجة. وكذلك يوضح الشافعية أن رجب من الأشهر الحرم وأن من استطاع الصيام دون مشقة فله أجر وفضل.
ومن جهة أخرى يرى فقهاء الحنابلة كراهة إفراد شهر رجب بالصيام، وتزول هذه الكراهة إذا أفطر يومًا منه أو قرن صيامه بصيام شهر آخر. ونقل ابن الصلاح في فتاواه أن من صام شهر رجب كاملًا لا يؤثَم بذلك عند علماء الأمة. كما أكد ابن حجر الهيتمي أن القول بتحريم صيام رجب خطأ، وأن الأحاديث التي استند إليها الناهون لا تصح. وذكر العز بن عبد السلام تصحيح نذر صيام رجب كامل وأن الصوم عبادة مشروعًة والنهي عن صيامه لا يستند إلى دليل معتبر.
الأزهر يوضح فضل شهر رجب
يؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى أن شهر رجب من الأشهر الحرم التي لها مكانة خاصة في الإسلام، وأن الصيام فيه مستحب وليس فرضاً. وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد إلى الصيام في الأشهر الحرم كما ورد في حديث: صُم من الحُرُمِ واترك. ونقل عن الإمام النسائي أن رجب يمثل بداية الاستعداد الروحي لشهر رمضان.
كما يشير الأزهر إلى أن صيام أول يوم من شهر رجب أو أيام منه يعد من الأعمال المستحبة التي يثاب عليها المسلم، ويؤكد على ضرورة عدم اعتبار الصيام في هذا الشهر التزامًا واجبًا. وتُعد اغتنام هذه الأيام بالصيام والدعاء والطاعات فرصة لتعظيم الشهر الحرام والاستعداد النفسي والروحي لشهر رمضان. وينبغي أن تكون النية الصادقة هي الأساس لقبول العمل.
الصيام في شهر رجب
أكد علماء الأزهر أن صيام أول يوم من شهر رجب أو أيام منه مستحب وليس فرضًا، مع ضرورة عدم الاعتقاد بإلزاميته. وأوضحوا أن النية الصادقة هي الأساس في قبول العمل، وأن اغتنام هذه الأيام بالصيام والدعاء والطاعات يهيئ المسلم لاستقبال رمضان. كما أن هذه الأعمال في الشهر الحرام تُعزّز الروحانية وتفتح باب القربة إلى الله.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤكد الأئمة أن الدعاء والتقرب إلى الله خلال الأيام الأولى من رجب ينعكس إيجابًا على الاستعداد الداخلي للعبادة. وينبغي للمسلمين أن يجعلوا من هذه الفترة فرصة للتوبة النصوح وترك الذنوب، وتوجيه الجهود نحو عبادة الله بكل إخلاص. ويظل الشعار الأساسي هو النية الصحيحة والعمل المتواصل حتى وصول رمضان.


