أوضح تقرير طبي منشور في Medical News Today أن بعض حالات سرطان الثدي قد ترتبط لاحقًا بظهور أورام ليمفاوية في الجسم، خاصة في الغدد الواقعة في الإبط أو الصدر، نتيجة التغيرات التي تحدث في الخلايا المناعية أثناء العلاج أو بعده. وتُشير النتائج إلى أن الورم اللمفاوي قد يظهر كتطور لاحق للمرض أو كحدث مستقل لدى بعض المرضى. وتؤكد العوامل المذكورة أهمية متابعة طبية دقيقة بعد الانتهاء من علاج سرطان الثدي لضمان رصد أي تغيرات مبكرة. كما أشارت المصادر إلى أن وجود هذا الترابط لا يعني حتمية الإصابة، بل يوجب توجيه الانتباه والفحص المستمر.
الفرق بين سرطان الثدي وسرطان الغدد الليمفاوية
يختلف كلا المرضين في مصدرهما الأول، فسرطان الثدي ينشأ في أنسجة الثدي نفسها، بينما تبدأ اللمفوما في الخلايا الليمفاوية ضمن جهاز المناعة. وتظهر اللمفوما في العقد الليمفاوية القريبة من الثدي أو قد تتواجد في أي مكان من الجسم. وتُعرف حالات الورم اللمفاوي داخل الثدي باسم اللمفوما الأولية للثدي، وهي حالة نادرة تمثل أقل من واحد بالمئة من إجمالي أورام الثدي الخبيثة، وغالباً ما تصيب النساء في نحو الستينيات والخمسينيات من العمر.
وتعرف الاختلافات الأساسية أيضاً بأن العلاج يختلف باختلاف النوع والمرحلة، فسرطان الثدي غالباً ما يعتمد على الجراحة مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي كخيار أساسي، بينما تعتمد اللمفوما غالباً على العلاج الكيميائي المكثف وربما يتطلب الأمر أحياناً العلاج المناعي. وتوضح الأبحاث أن نتائج المرض تتفاوت بحسب مرحلة الفحص والاستجابة للعلاج، وأن لمفوما الثدي الأولية تبقى فئة نادرة نسبياً ضمن إطار أمراض الثدي الخبيثة.
هل يمكن أن يظهر سرطان الغدد بعد علاج سرطان الثدي؟
تشير الدراسات الحديثة إلى أن نحو 10% إلى 20% من الناجيات من سرطان الثدي قد يتعرضن لاحقاً للإصابة بأنواع من السرطان اللمفاوي. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها ضعف المناعة بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، أو حدوث تغيرات خلوية طويلة المدى في أنسجة الجهاز الليمفاوي. كما تلعب الوراثة والاضطرابات الهرمونية والتعرض المزمن للعلاجات الكيميائية دوراً في رفع معدل الخطر، ولا يعني ذلك أن كل مريضة بسرطان الثدي ستكون معرضة لسرطان الغدد، لكنه مؤشر يدعو إلى متابعة دقيقة بعد الشفاء لضمان رصد أي تغيّرات مبكرة.
الأعراض المشتركة والمميزة
من أخطر ما يواجه الأطباء تشابه الأعراض بين المرضين في بدايتهما، فكل منهما يمكن أن يظهر بوجود كتلة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط. أما اللمفوما فقد تصاحبها أعراض عامة مثل الحمى المتكررة والتعرق الليلي وفقدان الوزن غير المبرر والشعور بالإرهاق الشديد، بينما يبرز سرطان الثدي عادة بتغير في جلد الثدي أو شكل الحلمة أو بوجود إفرازات غير طبيعية من الحلمة. هذه العلامات، وإن بدا أنها بسيطة، قد تحمل دلالات عميقة على تطورات داخلية تستدعي فحصاً عاجلاً، وبالتالي فالتشخيص المبكر هو مفتاح الإنقاذ في كلتا الحالتين.
التشخيص والعلاج
لا يمكن التمييز بين النوعين بالاعتماد على الأعراض وحدها، بل يحتاج الطبيب إلى فحوص دقيقة تشمل الماموغرام لتصوير الثدي، والموجات فوق الصوتية لتحديد موضع الكتلة بدقة، وأخذ عينة للفحص النسيجي، إضافة إلى أحياناً إجراء الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي لتقييم انتشار المرض. كما أن الاختبارات الجزيئية الحديثة تساعد في تحديد أصل الورم whether ليمفاوياً أم نسيجياً، وهو ما يوجه خطة العلاج بشكل مختلف تماماً.
يعتمد العلاج وفق النوع والمرحلة؛ ففي سرطان الثدي يتضمن التدخل الجراحي غالباً مع العلاج الكيميائي أو الإشعاعي كأعمدة أساسية، بينما تعتمد الخطة في اللمفوما على العلاج الكيميائي المكثف وربما إضافة العلاج المناعي. وتوضح الدراسات أن نسبة الشفاء من اللمفوما الثديية الأولية قد تصل إلى نحو 90% خلال خمس سنوات إذا كُشف المرض مبكراً وتلقى المريضة علاجاً متكاملاً. غير أن الأدوية الكيماوية تترك آثاراً جانبية مشتركة مثل تساقط الشعر والغثيان واضطراب الشهية وضعف المناعة، لذا يحتاج المرضى إلى إشراف طبي دقيق ودعم نفسي مستمر لتسهيل الرحلة العلاجية والتعافي.


