أعلن باحثون من جامعة كولورادو-أنشوتز الأمريكية نتائج تتعلق بإمكانية إعادة استخدام دواء يحوي بروتين GM-CSF البشري الطبيعي. يستخدم GM-CSF منذ عقود لدعم إنتاج كريات الدم البيضاء لدى البالغين والأطفال الذين تقل قدرتهم على إنتاجها، للمساعدة في الوقاية من العدوى الخطيرة. وتشير النتائج إلى أن هذا الدواء قد يبطئ الضرر العصبي المرتبط بمرض الزهايمر عبر تقليل موت الخلايا العصبية في الدماغ. كما أظهر في تجربة سريرية أولى نتائج واعدة عبر تحسن في المؤشرات الحيوية الدماغية الذي استمر خلال فترة العلاج، مع تحسن في مقياس إدراكي واحد مقارنةً بالعلاج الوهمي.
تفاصيل الدراسة
كشفت الدراسة أن بروتينًا يُطلق في الدم من الخلايا العصبية المحتضرة يُسمى UCH-L1 وبروتين آخر من الخلايا العصبية التالفة يُسمى NfL، يتواجدان في مستويات منخفضة خلال المراحل المبكرة من الحياة وتزدادان مع كل عام حتى بلوغ 85 عامًا. تفسر هذه التغيرات كإشارة إلى مسار طبيعي للشيخوخة في المراحل المبكرة، لكن ارتفاعهما في المراحل اللاحقة يرتبط بنتائج أسوأ. قد يوفر هذا المسار مداخل لفحص مبكر واختبارات جديدة للزهايمر وربما للانخفاض الإدراكي المرتبط بالشيخوخة.
نتائج المؤشرات
كما أظهرت النتائج أن مستوى GFAP، وهو مؤشر على التهاب الدماغ، يبدأ بالارتفاع في الدم من سن الأربعين. ومن المثير أن مستويات GFAP وUCH-L1 المرتبطة بالعمر تكون أعلى لدى النساء، لأسباب لم تُحدَّد بعد. وتؤكد النتائج أن زيادة هذه المؤشرات مع التقدم في العمر قد تكون مرتبطة بتسارع الالتهاب العصبي وتساهم في التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة والزهايمر.
آلية العمل المحتملة
يوضح الباحثون أن GM-CSF يحفز الجهاز المناعي ويعيد إنتاج خلايا مناعية جديدة في النخاع وفي الدماغ مع تعديل مسار الالتهاب. في نماذج حيوانية أظهر الدواء عكس التدهور المعرفي وموت الخلايا العصبية بعد أسابيع قليلة من العلاج. عند إعطاء المرضى المصابين بالزهايمر الدواء في التجربة السريرية، انخفضت مستويات UCH-L1 في الدم بمقدار يقارب 40% مقارنةً بمستوياتهم قبل العلاج، وهو ما يعادل ما شوهد في مراحل مبكرة من العمر. كما سجلت النتائج تحسنًا في اختبار MMSE مقارنةً بما كان عليه الوضع مع العلاج الوهمي، بينما لم تظهر اختبارات معرفية أخرى تغيراً واضحاً.


