يتناول المشهد خوف الأهل من وصمة المجتمع عندما لجأ والدان إلى حبس ابنهما آدم في غرفة مغلقة بالمنزل لعلاجه وسحبه من إدمان المخدرات. اعتقدا أنه حل بديل عن المصحة وتجنباً للفضائح الاجتماعية. يظهر هذا الإجراء تأثر الأسرة بوصمة المجتمع وتداعياتها على خيارات العلاج.

مخاطر الإغلاق المنزلي

يؤكد الدكتور محمد فوزي أستاذ الطب النفسي أن حبس المدمن داخل المنزل لا يعد علاجاً طبياً للإدمان. ويشير إلى أن هذا الإجراء قد يتحول إلى خطر جسيم إذا استُخدم كبديل للعلاج المتخصص وتحول الغرفة إلى سجن منزلي ممتد. كما يوضح أن التوقف المفاجئ عن مهدئات قد يسبب تشنجات وهلاوس واضطراباً في الوعي، وهو ما يمثل خطراً حقيقياً على الحياة.

المراحل الأربع للانسحاب

توضح المراحل الأربع التي يمر بها المدمن أثناء الانسحاب أن شدتها تختلف وفق نوع المخدر ومدة التعاطي. المرحلة الأولى تشمل صدمة جسدية ونفسية مع قلق وتوتر ورعشة ورغبة في العودة للإدمان مع إنكار المشكلة. أما المرحلة الثانية فهي ذروة الأعراض وقد تتضمن اضطراباً في السلوك أو الوعي واحتمال ظهور تشنجات أو هلاوس وتستلزم تدخلاً طبياً في كثير من الحالات. أما المرحلة الثالثة فتمتاز بانكسار نفسي مع اكتئاب وفراغ وأفكار سوداوية، وتليها المرحلة الرابعة التي يظهر فيها تحسن جسدي واختفاء الأعراض لكن خطر الانتكاس يبقى قائماً دون علاج نفسي وتأهيلي.

الغرفة الآمنة وإطارها العلاجي

ويشير الدكتور إلى أن ما يطلق عليه الغرفة الآمنة قد يكون إجراءاً مؤقتاً جداً فقط في حالات الهياج الشديد والخطر اللحظي وبشروط صارمة. وتشمل الشروط وجود إشراف دائم وعدم ترك المريض وحده وخلو المكان من أي أدوات قد تُستخدم في إيذاء النفس، إضافة إلى التواصل الفوري مع طبيب متخصص. كما يجب ألا تُستخدم الغرفة كعقوبة أو أسلوب ضغط نفسي، لأن ذلك قد يعوق فرصة التعافي. التعافي لا يقاس بالمظهر أو الهدوء المؤقت، بل يعتمد على أربعة محاور أساسية هي الاستقرار السلوكي والاستقرار النفسي والاستقرار الاجتماعي والدليل الموضوعي.

التعافي وبرنامج العلاج الشامل

وينبغي التوجه إلى الطوارئ فوراً عند ظهور أعراض طارئة، مثل التشنجات أو الإغماء لأنها ليست أموراً عادية وتستلزم رعاية طارئة. كما تشمل الهلاوس أو التشتت الشديد والتهديد بإيذاء النفس أو الآخرين والقيء المستمر واضطراب في التنفس أو الوعي. ويؤكد الطبيب أن أفضل النتائج تتحقق عندما يخضع الشخص لبرنامج علاجي متكامل يشمل تقييمًا دقيقاً وإدارة دوائية عند الحاجة وعلاجاً نفسياً وتأهيلياً ومشاركة الأسرة في الخطة العلاجية.

شاركها.
اترك تعليقاً