يُعَدّ منظار الكتف إجراءً جراحيًا طفيف التوغّل يهدف إلى تشخيص وإصلاح مشاكل مفصل الكتف. يعتمد على إدخال كاميرا دقيقة وأدوات جراحية صغيرة من خلال شقوق جلدية محدودة، ما يتيح رؤية داخل المفصل على شاشة عالية الدقة. يتيح المنظار للجراح عرض الأنسجة والغضاريف والأوتار بوضوح وتحديد موقع الخلل دون فتح المفصل بشكل كامل. بعد تحديد المشكلة، تُدخل أدوات دقيقة عبر شقوق إضافية لإتمام الإصلاحات اللازمة، مثل تثبيت الأوتار الممزقة أو إزالة الأنسجة الملتهبة أو إزالة نتوءات عظمية.
تُستخدم هذه التقنية لعلاج مجموعة واسعة من الإصابات والمشكلات التي قد تسبب ألمًا أو تيبسًا في الكتف. من أبرز الحالات تمزّق الكفة المدورة ومتلازمة الانحشار والكتف المتجمّد وعدم استقرار المفصل والتهاب الأوتار المزمن وإصابات وتر العضلة ذات الرأسين ووجود نتوءات عظمية نتيجة خشونة المفصل. يختار الطبيب إجراء المنظار عادةً بعد فشل العلاجات غير الجراحية كالأدوية والعلاج الطبيعي والحقن بالكورتيزون. يُجرى التنظير عادة تحت التخدير الموضعي أو العام، حسب طبيعة الحالة، ويستغرق أقل من ساعة في معظم الأحيان.
التحضير قبل العملية
قبل الجراحة يخضع المريض لفحص شامل يشمل التاريخ المرضي وفحوص الدم وتصوير الأشعة أو الرنين المغناطيسي لتقييم الحالة بدقة. يُنصح المريض بالتوقف عن تناول بعض الأدوية المسيلة للدم قبل العملية عدة أيام، والامتناع عن الأكل والشرب حسب تعليمات الطبيب. يُجرى التخدير عادةً موضعيًا أو عامًا حسب طبيعة الحالة، ويستغرق الإجراء عادة أقل من ساعة. يتلقى المريض تعليمات محددة للتهيؤ قبل العملية وتحديد المنظور الذي سيستخدمه الطبيب.
ما يحدث أثناء المنظار
خلال الإجراء، يُوضع المريض في وضع الجلوس المائل أو على أحد الجانبين، ثم يُنظّف موضع الكتف ويدخل الطبيب المنظار عبر فتحة صغيرة. يُحقن المفصل بسائل خاص لتوسيعه وتحسين الرؤية داخل التجويف المفصلي. تُعرض الصور المكبّرة على شاشة العرض ما يتيح للجراح تحديد موضع الإصابة بدقة عالية، ثم يستخدم أدوات دقيقة جدًا لإصلاح الأوتار أو إزالة الأنسجة التالفة. عند الانتهاء، تُغلق الفتحات الصغيرة بغرز تجميلية أو شرائط لاصقة ويُوضع ضماد خفيف على الكتف.
فترة التعافي
لا تحتاج هذه العملية عادة إلى المبيت في المستشفى؛ يمكن للمريض العودة إلى المنزل في اليوم نفسه. ينصح بالراحة التامة خلال الأيام الأولى مع وضع الذراع في حمالة طبية لتثبيت الكتف وتقييد الحركة. يستمر الألم والتورم لعدة أسابيع ويمكن التحكم فيهما بمسكنات الألم والكمادات الباردة. يحدد الطبيب برنامجًا تدريجيًا للعلاج الطبيعي لإعادة الحركة والقوة العضلية، وهو جزء أساسي لاستعادة وظيفة الكتف.
المزايا والمخاطر
تُعد جراحة المنظار خيارًا آمنًا وأقل ألمًا من الجراحة المفتوحة، إذ تتسم بشقوق جراحية صغيرة، وقلة فقدان الدم، وانخفاض مخاطر العدوى، وسرعة في التعافي والعودة للنشاط، وتقليل التيبس بعد العملية. ومع ذلك، تُذكر مخاطر نادرة قد تشمل النزيف أو العدوى أو إصابة الأعصاب، لكنها تبقى محدودة بفضل التطور التقني وخبرة الأطباء المتخصصين في جراحة العظام والمناظير. تُعرض الرعاية والالتزام بتعليمات الطبيب بعد العملية كالمحافظة على عدم رفع أشياء ثقيلة واتباع تمارين العلاج الطبيعي ومراجعة الطبيب عند وجود تورم غير عادي أو إفرازات من موضع الجرح أو ارتفاع في الحرارة، وهذا يعزز الشفاء واستعادة الحركة بشكل طبيعي.


