أثر الإفراط على القلب
تشير الدراسات إلى أن التدريب المفرط يفرض ضغطاً مستمراً على الجهاز القلبي الوعائي، خاصة عند الاعتماد على تمارين عالية الكثافة يومياً دون فترات راحة كافية. وهذا الإجهاد المزمن قد يؤثر في انتظام ضربات القلب ويُسبب تعباً مستمراً ودواراً وفي بعض الحالات التهاباً في عضلة القلب. كما أن هذه المخاطر لا تقتصر على كبار السن، بل يمكن أن تظهر أيضاً لدى الشباب الأصحاء الذين يفرطون في التدريب بلا استشفاء كافٍ.
ويؤكد أطباء مختصون أن التوتر المستمر الناتج عن أنماط التدريب المفرطة يرفع احتمال وجود اختلال في نظم القلب وضغطاً مزمنًا على الجهاز القلبي الوعائي. وتزداد مخاطر الخفقان وعدم القدرة على الاستشفاء، كما قد يظهر ألم في الصدر أحياناً كإشارة لمجهود التمرين. كما يدعو الخبراء إلى تقويم الأداء وتحديد فترات راحة كافية لمنع تكرار الإجهاد القلبي.
علامات التحذير والتداعيات
يجب الانتباه إلى علامات التحذير لأنها قد تعكس مخاطر خطيرة على الصحة البدنية والقلبية والجهاز العضلي. من أبرزها آلام مستمرة في العضلات وتراجع في الأداء واضطراب في التنفس يتجاوز ما يرافق الجهد، إضافة إلى دوار وألم في الصدر. كما قد يظهر خفقان متكرر واضطرابات نوم وتعب غير مبرر، وتبقى شدة الترطيب والراحة وجودة النوم عوامل أساسية للوقاية.
تؤكد التوصيات أهمية وجود أيام راحة كافية وتوفير ترطيب مناسب وفحص دوري للقلب، خصوصاً لمن يمارسون التمارين التحملية والعالية الكثافة. وتُسهم هذه التدابير في تقليل مخاطر الإفراط وتسهيل الاستشفاء الجسدي والذهني. كما تبرز ضرورة ضبط شدة التدريب وتنوع أوقات الاستشفاء بين فترات وأخرى.
التداعيات والوقاية
تشير الأدلة إلى أن الإفراط في التدريب قد يصاحب اضطرابات هرمونية وتزايد مخاطر استخدام المكملات دون إشراف طبي. كما قد يؤدي الإجهاد المستمر إلى مشاكل في الكلى مع الجفاف ونظام غذائي عالي البروتين، ويمكن أن يتسبب في حالات مثل انحلال الربيدات إذا لم يتم اكتشافها مبكراً. وتشمل التداعيات الإضافية صعوبات النوم وتعباً مستمراً وتغيرات في الدورة الشهرية لدى النساء وتراجع مستويات التستوستيرون لدى الرجال.
وتؤكد الدكتورة سوميا بوندالاباتي أن تجاوز الحدود الفسيولوجية بلا راحة كافية يضر بالجسم أكثر مما يفيده. وتوضح أن الإصابات العضلية الهيكلية، مثل كسور الإجهاد والتهاب الأوتار وآلام المفاصل وتمزق العضلات، تعد من أبرز النتائج عند الجمع بين التدريب العالي الكثافة وقلة فترات الراحة. ويوجه الخبراء نداءً إلى اعتماد برامج تدريبية منظمة وتوازن في فترات الاستشفاء لضمان صحة القلب والعضلات معاً.


