سجلت الفضة أداءً استثنائيًا في 2025، حيث ارتفع سعرها بنحو 140% ليقترب من 70 دولارًا للأونصة، متفوقة على الذهب في فترات كثيرة. وتعود هذه الارتفاعات إلى طابعها المزدوج كملاذ آمن ومعدن صناعي أساسي، خصوصًا في تصنيع الخلايا الشمسية. وخلق هذا الواقع طلبًا قويًا ومتعدد المصادر بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات الصناعية. كما أن حركة الأسعار العالية عززت آفاق استمرار الصعود في السنوات المقبلة.

دعم الاقتصاد والسياسة النقدية

أدت توقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة وضعف الدولار إلى زيادة جاذبية الفضة كأصل استثماري. وتؤكد الأسواق أن سياسة نقدية أكثر تيسيراً ستكون سائدة في 2026، وهو ما يعزز الطلب على الفضة ويفتح احتمال ارتفاع إضافي. ويرى المحللون أن العوامل الاقتصادية والنقدية أعادت تعريف دور الفضة في المحافظ الاستثمارية، فليست مجرد أصغر من الذهب بل نجم مستقل في الأسواق.

الطلب الصناعي والطاقة الشمسية

يظل الطلب الصناعي محركًا رئيسيًا لأسعار الفضة، مع تزايد الاعتماد عليها في قطاع الطاقة الشمسية. يساهم التوسع العالمي في مشاريع الطاقة النظيفة في استهلاك فضة طويل الأجل ومستقر، وهو ما يختلف عن الطلب المضارب قصير الأجل. وهذا الدعم يساهم في استقرار الأسعار ويدعم توقعات النمو في المدى المتوسط.

شح المعروض وضغوط السوق

تواجه الفضة قيود جانب العرض، إذ غالبًا ما تكون منتجًا ثانويًا لاستخراج معادن أخرى مثل النحاس والزنك، ما يجعل زيادة الإنتاج أمرًا صعبًا. سجلت مخزونات الفضة في بورصة لندن انخفاضًا تاريخيًا، وهو ما دفع المستثمرين لتأمين احتياجاتهم مبكرًا ويزيد من الضغوط على الأسعار. وتتزايد التوقعات بأن القيود ستبقي الأسعار مرتفعة مع استمرار الطلب.

سيناريوهات 2026

الإيجابي: امتداد الصعود قد يتحقق مع استمرار تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة وتراجع أسعار الفائدة، ما يرفع جاذبية الفضة كملاذ واستثمار صناعي. يساهم انخفاض المعروض ووجود طلب طويل الأجل من قطاع الطاقة الشمسية في دعم اتجاه الأسعار نحو مستويات تاريخية جديدة. مع ذلك، تبقى المخاطر مرتبطة بمدى سرعة تطبيق السياسة النقدية وتطور الاقتصاد العالمي.

المتوازن: يظل الطلب الصناعي قائمًا، لكن غياب محفزات نقدية قوية قد يحد من ارتفاع الأسعار بشكل حاد. تظل العوامل الاقتصادية مسيطرة، وتبقى التقلبات في الدولار والسلع تقودها، مما يجعل المسار أقل وضوحًا للمستثمرين.

السلبي: حدوث تصحيح مؤلم في الأسعار قد يحدث في حال ارتفاع التضخم أو تأخر خفض الفائدة، مما يضغط على المحافظ الاستثمارية ويؤدي إلى جني الأرباح عند القمم. كما قد يتسبب التذبذب الكبير في معنويات المستثمرين في تقليص التدفقات الرأسمالية نحو المعدن النفيس.

الفضة في المحافظ الاستثمارية

لم تعد الفضة مجرد أداة أداة تحوط؛ بل أداة هجينة تجمع بين الملاذ الآمن ونمو صناعي. تجذب الفضة المستثمرين طويلي الأجل والمضاربين على حد سواء بسبب خياراتها المتعددة في المحفظة. يعتمد النجاح في الاستثمار بها على إدارة المخاطر وتوقيت الدخول والخروج من الأسواق. تبقى الطريق إلى 2026 مليئة بالفرص والتحديات، ويتوقف الأداء على قدرة المستثمرين على الاستفادة من تقلبات الأسعار.

شاركها.
اترك تعليقاً