أعلن قطاع المعاهد الأزهرية عن حصاد عام 2025، مُعبرًا عن رؤية الأزهر في الجمع بين الأصالة والمعاصرة. تركزت الجهود على التحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية ورفع كفاءة الأداء التعليمي. يظهر الحصاد عبر برامج ومبادرات مهدت لتمكين الطلاب من أدوات المستقبل الرقمي في مختلف المعاهد. كما أشار إلى تنفيذ مشاريع نوعية مثل منصة تعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي والارتقاء بالمنظومة الرقمية على مستوى المعاهد.
التحول الرقمي وتطوير البنية التكنولوجية
شهد العام توسيعاً ملحوظاً في مشروعات التحول الرقمي، حيث طورت مجموعة من الأنظمة الإلكترونية وارتفع الاعتماد على المنصات التعليمية الرقمية. قام قطاع الأزهر بإدخال بيانات أكثر من مليون طالب على قواعد رقمية موحدة وتطوير متابعة إلكترونية للمدارس والمعاهد، إضافة إلى رقمنة سجلات الإدارات. جرى أيضاً تنفيذ مشروع المنصة اليابانية لتعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب المرحلة الثانوية، حيث شمل نحو 198,970 طالبًا موزعين على 2,381 معهدًا ثانويًّا أزهريًّا، كما يجري إعداد منصة الأزهر – تك لتطوير مهارات الطلاب الرقمية.
تدريب وبناء القدرات المهنية للمعلمين
تركزت الجهود على تدريب وبناء القدرات المهنية للكوادر التعليمية عبر برامج مركزية ومحلية متنوعة. استفاد من هذه البرامج أعداد واسعة من المعلمين والمعلمات، وتنوعت حسب احتياجات معلمي الطلاب ذوي الإعاقة، ومهارات الحاسب الآلي في أساسيات البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتدريب الشيوخ والوكلاء الجدد والموجهين. شملت البرامج تنمية مهارات معلمي مواد الرياضيات ورياض الأطفال واللغات الأجنبية، إضافة إلى التعاون مع مؤسسات جامعية محلية مثل الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة البريطانية بالقاهرة. بلغ إجمالي المستفيدين من التنمية المهنية نحو 15059 عضو هيئة تدريس، مع تدريب مختلف الفئات والتوسع في برامج جديدة كالتعليم الخاص بالأزهر وبرامج اللغة والقيادة وتدريبات الموجهين وتشارك المعلمون في مؤتمرات دولية مثل تيسول.
المسابقات والأنشطة الثقافية والرياضية
أولت القطاعات الاهتمام بتنمية الجوانب الإبداعية والهوية الأزهرية من خلال المسابقات القرآنية والأنشطة الثقافية والرياضية. شارك أكثر من 152 ألف طالب في مسابقة الأزهر للقرآن الكريم، بينما نفذت قوافل شؤون القرآن الكريم 38 جولة ميدانية أسفرت عن اكتشاف نماذج متميزة. كما شملت الأنشطة أكثر من مليوني طالب من خلال مسابقات التحدي والقراءة والديكور والخط العربي والإنشاد والمسرح، مع مبادرات مثل “شارك وأبدع” و”أنا الراقي بأخلاقي” و”معًا نتعلم”. وشارك الطلاب في بطولات محلية وعالمية في مجالات التنمية الذهنية والتقنية، وتدشين مبادرات وبرامج مثل الأزهر تكنولوجي ومسابقات العلوم والبرمجة وتقييم اللغة العربية والرياضيات.
الجهود التربوية والتوعوية وبناء الهوية الأزهرية
أطلقت الجهود التربوية خطة توعوية شاملة شملت فعاليات داخل المعاهد ولقاءات مع الطلاب وأولياء الأمور وحملات سلوكية لتعزيز الانضباط والنظافة واحترام الوقت، كما دعمَت المبادرات الطلابية. أُنشئت وحدة التثقيف النفسي والتربوي وأُطلق مشروع “بناء” لبناء جيل أزهري مبدع، مع خطة مبادرات تعليمية ودعوية وثقافية ومهارية وسلوكية للحفاظ على الهوية الأزهرية. كما أُطلقت مبادرات مثل “مِداد” و”عقلُك أمانة” و”Voiced” و”واحة الحفاظ”، إضافة إلى مشروع مسابقة مداد (اقرأ – ارتقِ) الذي وصل عدد المتقدمين فيه إلى نحو 5000 طالب. وتضمنت الجهود التربوية أيضاً توعية بمخاطر التحرش ومواضيع التربية السكانية وتنظيم الأسرة والفحص والمشورة للزواج.
المتابعة والتقييم وتطوير الأداء الميداني
نفّذ القطاع منظومة متابعة ميدانية واسعة على مستوى المناطق الأزهرية، حيث كثّف الجولات والتقييمات لمتابعة الانضباط وانتظام الدراسة واستعدادات الامتحانات. رصدت المتابعة أداء المعامل والوسائل التعليمية وخَرْص المعوقات، ووجهت الزيارات المستمرة إلى مديري التعليم الابتدائي لتطبيق المنظومة الجديدة وسد العجز في المعلمين. عقدت لقاءات شبه دورية مع الرؤساء لاستيضاح أفضل وسائل التطوير وجرى إجراء زيارات ميدانية لتحديد المعوقات واقتراح الحلول. كما تم تحليل نتائج الامتحانات وتحديد نسب التحصيل الأقل من 65% ووُضعت خطط لتحسين مستويات ضعاف التحصيل خلال الإجازات.
دعم البنية التعليمية ورفع كفاءة المعاهد
سعى القطاع إلى تحسين البيئة التعليمية عبر صيانة واسعة وتجهيز بنى حديثة، إذ صُيِّن أكثر من 700 معهد واعتماد 1839 معهدًا أزهريًا من الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، مع الاستعداد لاعتماد 184 معهدًا إضافيًا وتهيئة 240 معهدًا لفصل دراسي أول وثانٍ. ارتفع عدد الروضات المعتمدة إلى 620 روضة، وتزايدت القاعات المخصصة لرياض الأطفال لتصل إلى نحو 5000 قاعة، كما أضيفت مكتبات بواقع 10000 كتاب وتأسست 27 مكتبة مركزية لتصبح مراكز ثقافية. جرى أيضاً الموافقة على إنشاء فروع لمعاهد خاصة وتوسيع فروع قائمة، إضافة إلى موافقات بإطلاق مراحل جديدة ورفع مستوى الخدمات التعليمية في القطاع. باختتام هذه الجهود حقق قطاع المعاهد الأزهرية تطوراً ملحوظاً في الرقمنة والتدريب والبنية التحتية، ما يعزز إعداد الطالب الواعي والملتزم وهوية الأزهر.


