تظهر الأرقام أن معدل دخول مرضى الإنفلزا إلى المستشفى في الأسبوع الماضي بلغ 3140 مريضاً، بارتفاع قدره 18% عن الأسبوع السابق الذي بلغ 2660 مريضاً. وتؤكد البيانات أن فهم الفروق الأساسية بين أعراض الإنفلزا ونزلات البرد أمر مهم للرعاية الصحية خلال فصل الشتاء. وتبرز أهمية اتباع إجراءات الوقاية لتقليل المخاطر وتقليل المضاعفات المحتملة.
أسباب الإنفلزا والبرد
تشير الأبحاث إلى أن كلا المرضين يسببه فيروس مختلف، فالنزلة عادة ما تكون ناجمة عن فيروسات الأنف بصورة رئيسية، بينما الإنفلزا تعود إلى فيروسات الإنفلزا A وB تحديداً. وهذا يجعل من الممكن الإصابة بنزلة برد وإنفلزا في الوقت نفسه. كما أن كلاهما يصل إلى ذروة انتشاره خلال موسم البرد ويضعف المناعة، مما يفتح باباً لعدوى إضافية.
يُعد كلا المرضين عدوى تنفسيّة عالية العدوى وتنتقل عبر الرذاذ والاتصال المباشر. تنتشر القطرات المحملة بالفيروس مع السعال أو العطس أو الكلام وتستقر في أفواه وأنوف القريبين، وتزداد أعداد الحالات في الأماكن غير جيدة التهوية. كما يمكن أن ينتقل المرض أيضاً من خلال لمس أسطح ملوّثة ثم لمس الوجه، فالرذاذ المحمّل بالفيروس هو القاسم المشترك للانتقال.
أعراض الإنفلزا مقارنة بالبرد
عادة ما يسبب الزكام سيلان الأنف أو انسداده، والعطس، والتهاب الحلق، والسعال الخفيف، والتعب الخفيف. وفي المقابل، يظهر الإنفلزا عادةً بشكل مفاجئ مع ارتفاع في الحرارة، وإعياء شديد، وآلام في العضلات والمفاصل، وصداع، وسعال جاف، وقشعريرة واهتزاز وتعرق، وفقدان شهية، وأحياناً إسهال. هذه الأعراض تعكس الفرق في الشدة والوتيرة بين المرضين.
الفرق الأساسي هو أن الإنفلزا تميل إلى الظهور فجأة وبحدة أكبر، بينما تكون أعراض البرد أخف وتظهر تدريجياً. كما أن الإصابة بالبرد غالباً ما تظل خفيفة وتزول خلال أيام، في حين قد يستمر تأثير الإنفلزا لمدة أطول. وبناءً على ذلك، يفضل استشارة الطبيب في حال وجود أية علامات تستدعي القلق أو تفاقم الأعراض.
المضاعفات المحتملة
بينما تكون نزلات البرد عادةً غير مزمنة وتختفي سريعاً، فإن كلا المرضين يمكن أن يسببا مضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية والتهابات الأذن والتهابات الصدر وتفاقم الحالات الصحية الأخرى. وتُعد الإنفلزا أكثر احتمالاً لإحداث التهاب رئوي ودخول المستشفى وأمراض خطيرة خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، ولكن حتى الأشخاص الأصحاء يمكن أن يصابوا بمرض شديد في بعض الحالات. لذا يجب الاتصال بالطبيب فوراً عند الشعور بالتوعك أو القلق من الأعراض.
الإدارة والعلاج
يؤكد الخبراء أن كلا المرضين يعالجان عادة بالراحة والسوائل وتخفيف الأعراض باستخدام أدوية مثل الباراسيتامول. ومع ذلك، في المجموعات المعرضة للخطر، قد تُوصف مضادات الفيروسات لعلاج الإنفلزا إذا تم البدء بها مبكراً. كما أن المضادات الحيوية لا تفيد في الإنفلزا أو الزكام إلا إذا كانت هناك عدوى بكتيرية ثانوية.
فترة التعافي
عادةً ما يزول الزكام خلال 7 إلى 10 أيام، بينما تستغرق الإنفلزا عادةً من أسبوع إلى أسبوعين، وقد يستمر التعب لفترة أطول في بعض الحالات. وتختلف مدة التعافي بناءً على العمر والصحة العامة ونشاط الجهاز المناعي. ومن المهم متابعة الأعراض والتواصل مع الطبيب إذا استمر التحسن غير واضح.
الوقاية والتطعيم
تعتبر لقاحات الإنفلزا السنوية الأكثر فاعلية للوقاية من الإنفلزا، خاصة للفئات الأكثر عرضة للخطر. كما تتضمن الإجراءات الوقائية غسل اليدين بانتظام، والاحتماء في المنزل عند الشعور بالمرض، وتجنب لمس الوجه، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، وضمان تهوية جيدة للمكان المغلق. وتساعد هذه التدابير على الحد من انتشار الفيروس وحماية المجتمع.
من المؤهلون للقاح الإنفلزا في المملكة المتحدة
يقدم البرنامج الوطني للقاحات الإنفلزا اللقاح مجاناً لكبار السن 65 عاماً فما فوق، والنساء الحوامل، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و3 سنوات، وأطفال المدرسة، بالإضافة إلى الأشخاص من 6 أشهر حتى 64 عاماً ممن لديهم حالات صحية مزمنة أو إعاقات. كما يشمل المخالطين المنزليين للأفراد المصابين بنقص المناعة، ومقدمي الرعاية، والعاملين في الرعاية الصحية والاجتماعية، وسكان دور الرعاية ومشرفيها. وتُراجع الجهة المعنية قائمة المؤهلين دورياً لضمان وصول اللقاح إلى الفئات المستهدفة.


