حذر أطباء من مرض مزمن واسع الانتشار يهاجم الجسم من الداخل ويؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، مؤكدين أن ممارسات يومية شائعة قد تفاقم أعراضه وتزيد من حدة مضاعفاته دون أن ينتبه المصابون لذلك. يعد التهاب المفاصل الروماتويدي أحد أخطر أمراض المناعة الذاتية، إذ يهاجم الجهاز المناعي بطانة المفاصل عن طريق الخطأ، ما يؤدي إلى تورم مؤلم وتيبس مزمن، خاصة خلال ساعات الصباح الأولى. ووفقًا لصحيفة ميرور، يعاني ما بين 1.3 و1.5 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها من هذا المرض الالتهابي طويل الأمد.
ولا تتوقف آثار التهاب المفاصل الروماتويدي عند حدود المفاصل، بل تمتد لتصيب أعضاء حيوية أخرى، من بينها العينان، والأوعية الدموية، والأعصاب، والجلد، إضافة إلى القلب والرئتين. وفي بعض الحالات المتقدمة، قد يؤدي الالتهاب المناعي المستمر إلى تليف أنسجة الرئة، مسببا مرض الرئة الخلالي. وهذا التمدد ينعكس في مشاكل صحية إضافية تستدعي متابعة طبية مستمرة.
الفئات المعرضة للإصابة
يظهر المرض غالبًا في الفئة العمرية بين الأربعين والستين عامًا، لكنه لا يستثني الأعمار الأصغر أو الأكبر. وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمعدل يتراوح بين الضعف إلى الثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، ويرجح الأطباء ارتباط ذلك بتغيرات هرمونية تحدث بعد الحمل أو خلال فترة انقطاع الطمث. ورغم أن السبب الدقيق غير محسوم، فإن وجود تاريخ عائلي وعوامل وراثية وبيئية، إضافة إلى عادات مثل التدخين قد تزيد من احتمالات الإصابة.
الأعراض والتأثير اليومي
يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي عادة في المفاصل الصغيرة، خصوصًا مفاصل اليدين والمعصمين والقدمين، وغالبًا ما يصيب المفاصل نفسها على جانبي الجسم في الوقت ذاته. وتشمل الأعراض ألمًا وتورمًا وتيبسًا صباحيًا قد يستمر لأكثر من 45 دقيقة. إضافة إلى شعور عام بالإرهاق وفقدان وزن غير مبرر وآلام عضلية متفرقة.
التشخيص والعلاج
يركز الأطباء على التمييز بين التهاب المفاصل الروماتويدي وأنواع آلام المفاصل الأخرى مثل خشونة المفاصل، التي تختلف في طبيعتها ومدة التيبس المصاحب. يساعد الفحص الإكلينيكي، إلى جانب الأشعة والتحاليل المخبرية، في الوصول إلى تشخيص دقيق. تشير المراجعات الحديثة إلى أن التشخيص المبكر مع الالتزام بالخطة العلاجية حجر الأساس للسيطرة على المرض وتحسين جودة الحياة. وتشمل العلاجات الحديثة أدوية تقلل من نشاط الجهاز المناعي وتخفّض الالتهاب، سواء عن طريق الأقراص أو الحقن، مع متابعة طبية دورية. ويحذر الأطباء من تجاهل العلاج لما يترتّب عليه من تآكل في العظام والغضاريف وزيادة خطر أمراض القلب بسبب الالتهاب المستمر.


