يظهر ألم الكتف الأيمن كعرض يثير القلق عندما يستمر أو يمتد إلى الذراع والرقبة، وتتنوع شدته وأسبابه بين الإجهاد البسيط ومشكلات أكثر تعقيدًا مثل الالتهاب المفاصل أو أمراض الكبد والمرارة. يحتاج الأمر إلى تقييم طبي دقيق لتحديد المصدر الصحيح، لأن بعض الحالات قد تشبه ألم الكتف رغم أن المصدر في مكان آخر. تتطلب الحالات المعقدة علاجًا متدرجًا وفق التطور وتوجيه الطبيب المختص.
التهاب أوتار الكتف وتمزّقها
تسبّب التهاب أوتار الكتف أو تمزّقها ألمًا حادًا في الجزء الأمامي أو العلوي من الكتف، خاصة عند رفع الذراع. غالبًا ما ينشأ ذلك عن استخدام متكرر للذراع في رياضات أو أعمال تتطلب رفع الأشياء. يعالج الأمر عادة بالراحة، ثم العلاج الطبيعي، وقد يصف الطبيب حقن مضاد للالتهاب لتقليل التورم والألم.
التهاب الجراب المفصلي
يرافق التهاب الجراب ألمًا عند تحريك الذراع أو النوم على الكتف المصاب، نتيجة التهاب الكيس المحيط بالمفصل. يساعد العلاج في تهدئة الالتهاب باستخدام كمادات باردة وأدوية مضادة للالتهاب، وربما يوجه الطبيب إلى جلسات فيزيائية. يحدد العلاج وفق شدة الالتهاب واحتياجات الحركة اليومية للمريض.
متلازمة انحشار الكتف
يحدث الانحشار عندما تنحشر الأوتار بين عظام الكتف أثناء الحركة، ما يسبب ألمًا مزمنًا وصعوبة في رفع الذراع أو ارتداء الملابس. يعد الرياضيون والعمال الذين يستخدمون أذرعهم بشكل متكرر فئة أكثر تعرضًا لهذه المتلازمة. يعتمد العلاج على تقوية عضلات الكتف وتقليل الالتهاب لتجنب التمزق المستقبلي.
التهاب المفصل الترقوي
يعاني المصاب من ألم واضح في الجزء العلوي من الكتف الأيمن عند رفع الأثقال أو مد الذراع فوق الرأس بسبب التهاب المفصل الترقوي وعظمة الأخرم. في الحالات المزمنة يختار الطبيب العلاج بالحقن أو التدخل الجراحي بالمنظار لإزالة الأنسجة المتآكلة إن لزم الأمر. يهدف العلاج إلى تخفيف الألم وتحسين القدرة الحركية بشكل مستمر.
متلازمة الكتف المتجمّد
تصبح مفصل الكتف صلبًا ومؤلمًا بشكل كبير، مما يقيد حركة الذراع تدريجيًا. غالبًا ما تصيب هذه الحالة الأشخاص بعد إصابة أو جراحة في الكتف أو بسبب مرض السكري. يحتاج العلاج إلى صبر والتزام بجلسات العلاج الطبيعي، وقد يساهم الكورتيزون في تقليل الالتهاب وتحسين الحركة.
إصابات العمود الفقري العنقي
قد يعود ألم الكتف الأيمن إلى ضغط على الأعصاب الخارج من الفقرات العنقية، مما يسبّب آلامًا تمتد إلى الذراع مع تنميل في الأصابع. يساعد العلاج الطبيعي وتمارين استرخاء الرقبة في تخفيف الضغط واستعادة الحركة الطبيعية. يجب متابعة الوضعية والتمارين تحت إشراف متخصص لتجنب تفاقم الأعراض.
أمراض المرارة
قد تتسبب حصوات المرارة أو التهابها في إشعاع الألم إلى الكتف الأيمن من أعلى البطن، ويرافقها أحيانًا الغثيان أو الانتفاخ بعد تناول أطعمة دهنية. من الضروري مراجعة الطبيب لإجراء فحوصات البطن وتحديد السبب والعلاج المناسب. غالبًا ما يعتمد التحكم على تقييم سبب الألم وتخفيف الأعراض حتى الوصول إلى إجراء علاجي مناسب.
مشاكل الكبد
يمكن أن تسبب أمراض الكبد مثل الالتهاب أو الدهون المتراكمة أو التضخّم ألمًا في الجزء العلوي الأيمن يمتد إلى الكتف. يحدث الألم غالبًا بسبب الضغط على الأعصاب المحيطة بالحجاب الحاجز. يركز العلاج على معالجة السبب الأساسي في الكبد بدلاً من الكتف نفسه.
حصوات الكلى أو التهابات الجهاز البولي
في حالات نادرة، قد ينعكس ألم الكلية اليمنى إلى الكتف عبر المسارات العصبية المشتركة، خاصة عند وجود انسداد في المسالك البولية أو التهابات حادة. يصاحب ذلك غالبًا ألم في منطقة الخاصرتين وتغير لون البول. يلزم تقييم الطبيب لتحديد مصدر الألم وتوجيه العلاج المناسب.
أمراض القلب
على الرغم من ارتباط آلام الكتف اليسرى بنوبات القلب، قد يشعر بعض المصابين بألم في الكتف الأيمن أثناء أزمة قلبية أو بسبب مشاكل في تدفّق الدم. يرافق الألم غالبًا ضيق في التنفّس وتعرقًا وغثيان، وتستدعي هذه العلامات التوجه إلى الطوارئ فورًا. يمثل الإجراء الطبي السريع عاملًا حاسمًا في النتائج الصحية.
التهاب الأعصاب المحيطة
يمكن أن تسبب الالتهابات أو الضغط على الأعصاب في منطقة الكتف أو الرقبة ألمًا حارقًا أو وخزًا يمتد حتى اليد. يعود السبب إلى أمراض مثل السكري أو نقص فيتامين B12 أو إصابات مباشرة. يعتمد العلاج على معالجة السبب الأساسي وتحسين تغذية الأعصاب بالأدوية والمكملات الملائمة.
إجهاد عضلي أو وضعيات خاطئة
يظهر الألم غالبًا نتيجة الجلوس أو النوم بوضعية غير مريحة أو حمل أشياء ثقيلة بطريقة خاطئة. يعود الألم عادة في اليوم التالي ويزول تدريجيًا مع الراحة واستخدام كمادات دافئة وتمارين تمدّد بسيطة. يسهّل تعديل الوضعيات وتجنب الإجهاد المتكرر التخفيف المستمر للألم.


