يعاني الملايين من جفاف العين من أعراض مستمرة تؤثر في الراحة اليومية والرؤية. تشير الإحصاءات إلى أن جفاف العين يصيب أكثر من 16 مليون شخص في الولايات المتحدة، وتكون نسبة المصابات من النساء نحو الثلثين. وتُعد الدموع ضرورية للحفاظ على رطوبة العين وراحتها، كما تحميها من المهيجات والبكتيريا.

أنواع جفاف العين

ينقسم جفاف العين إلى نوعين رئيسيين: نقص الدموع الناتج عن قلة الإنتاج. وهذا النوع يجعل سطح العين يفتقر إلى الرطوبة اللازمة. والنوع الآخر هو الجفاف التبخيري الناتج عن خلل في الغدد الميبومية حيث تبخر الدموع بسرعة وتفقد استقراره.

ينتج نقص الدموع عن انخفاض ترطيب سطح العين، فيشعر المصاب بخشونة أو رملاً مستمراً. قد يرافق ذلك شعور بالحرقان أو وجود حبيبات داخل العين. وتتزايد الأعراض في أوقات القراءة الطويلة أو أثناء التعرض للغبار والرياح.

الأعراض والعلامات الشائعة

تشترك أنواع جفاف العين في الشعور بالخُشونة أو الرمل في العين. ويصاحبه أحياناً إحساس باللسعان والحرقان. وقد يترافق مع إرهاق العين وتشويش الرؤية.

تظهر علامات إضافية مثل حساسية الضوء في بعض الحالات. وتزداد الأعراض مع القراءة الطويلة أو استخدام الشاشات. وقد تتحسن الأعراض عند أخذ فترات راحة وتغيير عادات الرمش.

عوامل الخطر

يزيد التقدم في العمر من خطر الإصابة بجفاف العين. وتزداد المخاطر لدى من يرتدون العدسات اللاصقة أو خضعوا لجراحة العين. وتكون النساء الأكبر سنًا أكثر عرضة بسبب التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث.

وترتبط أمراض المناعة الذاتية مثل متلازمة شوغرن والذئبة بزيادة احتمال جفاف العين. وقد تسهم هذه الحالات في انخفاض إنتاج الدموع أو عدم استقرارها على سطح العين. كما أن وجود أمراض مناعية قد يجعل العين أكثر حساسية وتهيّجاً عند التعرض للمهيجات.

بالإضافة إلى ذلك، قد تزيد بعض الأدوية التي تستخدم في مراحل الحياة المتقدمة مثل أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب من جفاف العين. يؤثر ذلك على الرجال والنساء معاً وتزداد الأعراض مع الاستخدام الطويل لهذه الأدوية. يجب مناقشة الآثار الجانبية مع الطبيب لتعديل العلاج إن لزم الأمر.

مضاعفات جفاف العين

إهمال العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات طويلة الأمد تشمل التهابات وخدوشاً في سطح العين. وتتعرض القرنية للترقق أو التندب بسبب الجفاف المستمر وعدم الترطيب الكافي. وفي الحالات الشديدة قد يحدث ثقب في القرنية.

قد يؤدي استمرار الجفاف إلى التهابات مزمنة وخدوش في سطح القرنية. قد تتفاقم المشكلة في حال عدم علاج الجفاف وتواصل الأعراض بشكل مستمر. ينصح بمراجعة الطبيب لتحديد خطة علاج مناسبة والحد من مخاطر المضاعفات المستقبلية.

العلاج

تُعد الدموع الاصطناعية العلاج الأساسي لغالبية المصابين وتخفف الأعراض بشكل واضح. توفر هذه القطرات رطوبة سطح العين وتمنح إحساساً بالراحة المؤقتة. يُنصح باستخدامها بانتظام وفق توجيهات الطبيب وبعناية بنظافة اليدين والعيون.

للتخفيف من انسداد غدد ميبوميوس يمكن استخدام كمادات دافئة وتحديد فترات راحة من الشاشات. تسهم هذه الإجراءات في تحسين تدفق الزيوت والحد من تبخر الدموع. في حالات الشدة قد يصف الطبيب قطرات مضادة للالتهاب أو خيارات أخرى لتعزيز الراحة وإعادة الترطيب.

قد تشتمل خيارات العلاج المتقدمة على غرسات صغيرة تعمل كصمام في قناة الدموع لمنع تسربها. كما يمكن استخدام أدوية محفزة لإفراز الدموع أو قطرات مصل دم الشخص نفسه في الحالات الشديدة. ويوفر بخاخ أنفي لزيادة إنتاج الدموع كخيار إضافي يساعد في السيطرة على الأعراض.

شاركها.
اترك تعليقاً