أعلن فريق المتحف المصري الكبير بدء مشروع مركب خوفو الثانية منذ عام 2009، وذلك عبر دراسات علمية دقيقة لاختيار أنسب المواد والأساليب لاستخراج القطع الخشبية وترميمها. وكانت حالة الخشب نتيجة الرطوبة المرتفعة داخل حفرة الدفن، حيث تجاوزت نسبها 85% في مراحل سابقة. وشملت الإجراءات إنشاء معمل مؤقت لاستخراج القطع وخضوعها لعمليات أقلمة تدريجية حتى بلوغ نسبة رطوبة نحو 55%، بما يسمح ببدء تقويتها دون الإضرار بالخشب شديد الهشاشة. كما دار العمل حول توثيق شامل بالتصوير والرسم والدراسات الهندسية لتحديد الشكل الأصلي للمركب، نظرًا لتشوهاته مع مرور الزمن.

أوضح عبدالعزيز سلطان أن المركب كان مكوّنًا من نحو 1650 قطعة خشبية جرى تحديد مواضعها بدقة مع استكمال الأجزاء المفقودة تمهيدًا لنقلها إلى موقع التجميع النهائي داخل متحف مركب الشمس. وأشار إلى أن الهيكل المعدني الظاهر حاليًا يعمل كدعامة داخلية غير مرئية للزائر، لأن الخشب المتأثر بالرطوبة لا يستطيع تحمل وزنه بذاته. ولن يظهر للزائر سوى القطع الخشبية عند اكتمال العرض النهائي بعد التثبيت.

وصف سلطان المشروع بأنه من أضخم مشروعات ترميم الآثار في العالم، حتى أن بعثات دولية عديدة تحفّظت على خوضه نظرًا لدقته وخطورته. لكن فريقًا مصريًا–يابانيًا نجح في الوصول إلى المرحلة الحالية من التجميع. ومن المتوقع أن تستغرق أعمال التجميع نحو 3 إلى 4 سنوات يحضر خلالها الزوار متابعة مراحل التركيب قطعةً قطعة، في تجربة ستُعرض للمرة الأولى داخل المتحف.

تجربة عرض أمام الزوار

أكد الفريق أن عملية التركيب ستتم أمام الجمهور، مما يوفر دافعًا متجددًا لزيارة المتحف مع متابعة التقدم في شكل المركب. تم بالفعل تركيب أول قطعة، وستستمر إضافات القطع بشكل دوري خلال الفترة القادمة. هذه الطريقة ستتيح للزوار رؤية التطور والتغير في الملامح مع مرور السنوات.

شاركها.
اترك تعليقاً