ارتفعت أسعار الذهب في البحرين خلال تعاملات اليوم الأربعاء لتصل إلى مستويات قياسية جديدة وتتجاوز 4,500 دولار للأوقية للمرة الأولى. وسجل المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 4,515.02 دولارًا للأوقية، بعدما لامس 4,525.16 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. وتظهر بيانات السوق أن الطلب على الذهب كأداة ملاذ آمن يتزايد في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التوقعات بخفض سعر الفائدة الأميركي في الفترة المقبلة. وتؤكد التطورات العالمية أن الطلب على المعدن الأصفر يظل مدعوماً كأداة حماية من المخاطر الدولية.

كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.3% إلى 4,520.90 دولارًا للأوقية، مع إشارات إلى ضعف السيولة في الأسواق وقصر أسبوع التداول بسبب عطلات نهاية العام. وتساعد هذه العوامل في تضخيم حركة الأسعار وجعل الأسواق أكثر حساسية للتطورات السياسية والاقتصادية. وتظل توقعات خفض الفائدة الأميركية ضمن الدوافع الأساسية لارتفاع الذهب على المدى القريب.

دعم ارتفاع الذهب

وتعزز ارتفاع الأسعار توقعات تيسير السياسة النقدية الأميركية، حيث ما زالت الأسواق تسعر احتمال خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026 رغم صدور بيانات اقتصادية أميركية قوية. كما تدعم احتمالية حدوث توترات جديدة بين الولايات المتحدة وفنزويلا الطلب على الملاذات الآمنة. وتؤدي هذه العوامل إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول غير المدرة للعائد، ما يزيد جاذبية الذهب مقارنة بالأدوات الأخرى.

وأظهرت بيانات رسمية هذا الأسبوع أن الاقتصاد الأميركي نما بنسبة 4.3% سنويًا في الربع الثالث، مدعومًا بمرونة الإنفاق الاستهلاكي والنشاط التجاري. إلا أن هذه البيانات لم تمنع استمرار صعود الذهب، حيث يركّز المستثمرون على المسار طويل الأجل للسياسة النقدية. وتواصل الأسواق تقييم أثر النمو الأميركي على توقعات السياسة النقدية والقرارات المستقبلية.

وفي ظل اقتراب عطلة عيد الميلاد، سادت الأسواق حالة من الهدوء النسبي مع إغلاق الأسواق الأميركية مبكرًا اليوم الأربعاء ووجود عطلة يوم الخميس، ما أثر في أحجام التداول في أوروبا وآسيا. حذر متعاملون من أن هذه الظروف قد تؤدي إلى تقلبات سعرية حادة في الاتجاهين مع استمرار اضطراب الإمدادات وتغيرات الطلب. وتبقى المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المحرك الأساسي لتحركات السوق في الفترة القادمة.

المعادن الثمينة الأخرى

ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بأكثر من 1% لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 72.7 دولارًا للأوقية. كما صعد البلاديوم بنحو 4% إلى 2,377.5 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 17 عامًا. وتؤكد هذه المكاسب أن الاتجاهات في الذهب امتدت إلى بقية المعادن الثمينة.

وفي سوق المعادن الصناعية، ارتفعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن بنحو 0.4% لتسجل 12,095.25 دولارًا للطن، كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للنحاس بنسبة 0.2% إلى 5.57 دولارًا للرطل. وتُظهر الحركة قوة الطلب على النحاس المرتبط بالنشاط الصناعي العالمي. وتبقى تقلبات الأسعار مرتبطة بتطورات العرض والطلب في الأسواق الدولية.

شاركها.
اترك تعليقاً