أظهرت دراسة منشورة في Nature Communications بقيادة البروفسورة سيلفيا فون كارستيدت أن سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة يختلف في سلوكه الخلوي عن معظم السرطانات الظهارية، إذ يظهر سمات أقرب إلى الخلايا العصبية. وتكشف الدراسة أن انخفاض بروتين كاسباز-8، الذي يعد محوراً في تنظيم موت الخلايا المبرمج، يثير نمطاً آخر من الموت يُعرف بالنخر المبرمج. يقود هذا النمط إلى خلق بيئة التهابية مبكرة تدعم نمو الورم وانتشاره. اعتمد الباحثون على نموذج فئران معدلة وراثيًا بلا كاسباز-8، فظهر أن غياب البروتين يحفز النخر المبرمج ويخلق بيئة التهابية مواتية لنمو الورم وانتشاره.
آلية الخلل والالتهاب
تبرز النتائج أن الالتهاب المبكر لا يفاقم الضرر فحسب، بل يعيد تشكيل استجابة الجهاز المناعي بشكل يفضي إلى دعم الخلايا السرطانية. يتحول الخلايا السرطانية إلى حالة تشبه الخلايا العصبية غير الناضجة، مما يعزز عدوانيتها ومقاومتها للعلاج. هذه التغييرات ترتبط بعودة المرض وتفاقمه، وتسلط الضوء على وجود آليات رئيسية قد تستهدف لتطوير علاجات موجهة.
تفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة لتطوير علاجات موجهة أكثر دقة وابتكار وسائل تشخيص مبكر تسهم في تحسين فرص البقاء على قيد الحياة. كما تشير إلى أهمية فهم تحول الخلايا إلى حالات تشبه العصبية غير الناضجة كعامل ضمني في عدوانية الورم ومقاومته، وهو ما قد يرشد إلى استراتيجيات علاجية جديدة. يظل العمل في مراحله التجريبية، لكن الإطار الذي قدمته النتائج يسمح بفحص أهداف عملية في العلاجات المستقبلية.


