توضح الدراسات الطبية أن النوبة القلبية من أخطر حالات الطوارئ الصحية وتحدث غالباً في ساعات الصباح الأولى نتيجة تغيرات فسيولوجية في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتجلط الدم. يطلق الأطباء عليها لقب القاتل الصامت لأنها قد تتطور دون أعراض واضحة حتى لحظة الخطر. تشير تقديرات صحية عالمية إلى أن أمراض القلب مسؤولة عن نسبة كبيرة من الوفيات وتترك أثراً واسعاً في المجتمعات. وتؤكد المصادر الصحية أن النوبات القلبية والجلطات القلبية تساهمان بشكل رئيسي في هذه الوفيات العالمية. وتفيد تقارير الصحة العالمية بأن نحو 20 مليون شخص توفوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2022، وهو ما يمثل أكثر من 30% من إجمالي الوفيات.
أسباب تكرارها صباحاً
يوضح الأطباء أن الاستيقاظ يرافقه تغيرات هرمونية وعصبية تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة لزوجة الدم ونشاط الصفائح الدموية، وهذه العوامل ترفع احتمال انسداد الشرايين التاجية خصوصاً لدى المصابين بارتفاع الكوليسترول أو السكري أو الضغط. كما تشير البيانات إلى أن هذه التغيرات تزيد الطلب على الأكسجين في عضلة القلب وتؤدي إلى تكثيف مخاطر التخثر الدموي. وتظهر النتائج أن هذه العوامل تفسر وقوع النوبات في ساعات الصباح الأولى بشكل متكرر. ويؤكد ذلك أهمية الوقاية من خلال التحكم بعوامل الخطر واتباع نمط حياة صحي.
أعراض مبكرة صباحاً
ألم في الصدر يوصف بأنه ضغط أو ثقل يمتد أحياناً إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة ويصحبه غالباً ضيق في التنفس وتعرق. تعب غير مبرر عند الاستيقاظ قد يشير إلى حاجة القلب إلى الأكسجين بشكل زائد وتظهره الدراسات لدى نسبة قد تصل إلى نحو 40–70% من المرضى. ضيق التنفس قد يظهر مع ألم الصدر أو الغثيان وهو أكثر شيوعاً لدى النساء. التعرق البارد أو الدوار يمكن أن يكون مؤشراً إضافياً لانخفاض تدفق الدم إلى القلب ويستدعي التقييم الطبي السريع.
متى يجب طلب المساعدة الطبية؟
إذا ظهرت أعراض مع وجود عوامل خطر مثل التدخين وارتفاع الكوليسترول والسكري وارتفاع ضغط الدم وتاريخ عائلي لأمراض القلب، فإن التوجه الفوري للطوارئ قد ينقذ الحياة ويمنع تلف عضلة القلب. وفي هذه الحالة، يجب التوجه إلى قسم الطوارئ دون انتظار ظهور علامات أخرى أو تحسن الأعراض. تعتبر الاستشارة الطبية العاجلة خطوة أساسية للحماية من المضاعفات القلبية ولحفظ صحة القلب.


