يتناول هذا المقال الحمل العنقودي وهو اضطراب في تكوّن المشيمة يجعلها تنمو بشكل غير الطبيعي داخل الرحم، مع عدم تطوّر جنين سليم كما في الحمل الطبيعي. يبيّن هذا النمط من الاضطرابات أنسجة المشيمة تنمو بشكل مفرط وتملأ فراغ الرحم، مما يجعل الرحم يبدو أكبر من حجمه المتوقع خلال فترة الحمل. يشرح النص أن الحمل العنقودي يُصنف إلى نوعين رئيسيين ويستلزم متابعة دقيقة لتقليل المضاعفات المحتملة.
أنواع الحمل العنقودي
يصنّف الحمل العنقودي إلى نوعين رئيسيين: الكامل والجزئي. الحمل العنقودي الكامل لا يوجد فيه جنين أو أنسجة جنينية، ويحدث عندما تكون البويضة فارغة وتخصّبها مني واحد أو اثنان. الحمل العنقودي الجزئي يحتوي على بعض الأنسجة الجنينية ولكنه لا يستطيع دعم جنيناً بسبب خلل في عدد الكروموسومات الناتج عن تخصيب غير طبيعي. كلا النوعين يؤدي إلى نمو مفرط لأنسجة المشيمة وتملأ الفراغ الرحمى، ما يجعل الرحم يبدو أكبر من عمر الحمل المتوقع.
الأعراض
قد تبدو العلامات في البداية مشابهة لأعراض الحمل العادي ثم تتطور بشكل يثير القلق. من أبرز العلامات نزف مهبلي داكن قد يكون متقطعاً أو مستمراً. كما يظهر قيء وغثيان شديدان يفوقان ما يحدث في الحمل الطبيعي، ويزداد تضخم الرحم مقارنة بعمر الحمل، ويشعر بعض النساء بآلام أو ضغط في الحوض. وفي بعض الحالات يترافق الأمر مع أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية مثل الخفقان والتعرق الناتج عن ارتفاع هرمون الحمل beta-hCG بشكل مبالغ فيه.
الأسباب وعوامل الخطر
يرتبط السبب الدقيق للحمل العنقودي عادةً بخلل في الكروموسومات أثناء الإخصاب. وتزداد احتمالية الإصابة عندما يكون العمر أقل من عشرين عامًا أو أكثر من خمسة وثلاثين عامًا، كما توجد علاقة بخاصية التاريخ السابق للحالة. كما أن سوء التغذية ونقص فيتامين A والتدخين وضعف المناعة والحمل المتعدد أو فقدان الحمل السابق تعد من العوامل المساعدة، لكنها لا تضمن الإصابة. ولا يعني وجود هذه العوامل حتمية الإصابة، لكنها ترفع الاحتمالية لذلك يجب متابعة الحمل بدقة عند وجود تاريخ مماثل.
التشخيص
عادةً ما يُكتشف الحمل العنقودي في الأسابيع الأولى من الحمل عبر فحص الموجات فوق الصوتية، حيث يظهر التصوير نمطاً يشبه عناقيد العنب. كما يقاس مستوى هرمون الحمل الذي غالبًا ما يكون مرتفعًا بشكل غير عادي مقارنة بالحمل الطبيعي. وفي بعض الحالات يتم إجراء تحليل نسيجي بعد إفراغ الرحم لتأكيد التشخيص بدقة.
العلاج والمتابعة
يعتمد العلاج الأساسي على توسيع وكحت الرحم لإزالة أنسجة المشيمة غير الطبيعية. وفي حالات معينة، خاصة لدى النساء الراغبات في الإنجاب مستقبلاً، قد يُنصح باستئصال الرحم كخيار نهائي. بعد العلاج يتم متابعة مستوى هرمون الحمل في الدم حتى يعود إلى المعدل الطبيعي، فارتفاعه قد يشير إلى وجود خلايا غير طبيعية مستمرة أو تحولها إلى ورم أرومي حملي يمكن علاجه غالباً بالعلاج الكيميائي. كما يُنصح بتجنب الحمل لمدة تتراوح بين ستة أشهر وعام بعد التعافي حتى يستقر الهرمون وتتم متابعة الحالة بدقة.
الوقاية والتعامل الآمن
ينصح بمتابعة الحمل دورياً منذ بدايته عبر فحص الموجات فوق الصوتية مع الانتباه إلى التغذية السليمة خاصة فيتامين A والبروتينات الحيوانية. كما يُشدد على تجنب التدخين أو أي عوامل قد تؤثر في جودة البويضات أو الحيوانات المنوية. وفي حال ظهرت أعراض نزيف أو ألم غير عادية في بداية الحمل يجب استشارة الطبيب فوراً للحماية الصحية للأم والجنين واتباع التوجيه الطبي المناسب.


