تؤكد مراجعة منشورة عام 2024 في مجلة الغدد الصماء والتمثيل الغذائي السريري أن التعامل مع مرض السكر من النوع الثاني أصبح الآن أكثر سهولة من أي وقت مضى. ويرجع ذلك إلى التقدم في فهم استعادة وظائف خلايا بيتا ومعالجة خلل وظائف البنكرياس. إذا كان التدخل في الوقت المناسب ومرتكزاً على توجيهات دقيقة، وفق المراجعة، فسيؤدي إلى تحسين ملحوظ في الحالة. وتفيد النتائج بأن استراتيجيات مدعومة علمياً يمكن أن تساهم في تحسين الوضع حتى عام 2026.

الصيام المتقطع

يُشير تقرير إلى أن بروتوكول الصيام المتقطع بنظام 5:2 يخفض مستوى السكر التراكمي بنحو 1.9%. ويؤكد أن التوقيت والتطبيق الصحيحين عاملان رئيسيان؛ لذا يبدأ المريض عادةً بصيام ليلي لمدة 14 ساعة مثل العشاء عند الساعة 7 مساءً والفطور عند الساعة 9 صباحاً، مع زيادة المدة تدريجيًا حتى تصل إلى 16 ساعة. الهدف ليس تجويع المريض، بل منح البنكرياس فترات راحة أيضية منتظمة.

تغذية بروتينية منتظمة

يُوصى بجعل البروتين أولوية في كل وجبة لما له من تأثير في تقليل ارتفاع السكر بعد الأكل. يُقدَّر استهلاك 25-30 جراماً من البروتين في كل وجبة، وهو ما يعادل حجم كف اليد من الدجاج أو السمك أو جبن، أو بيضتين مع العدس. يساعد البروتين في إبطاء تفريغ المعدة وتحسين حساسية الأنسولين. بهذه الطريقة يتقلّص تفاوت ارتفاع السكر بين الوجبات بشكل فعال.

بناء العضلات والتمارين

تشير الاستراتيجيات إلى أن العضلات الهيكلية تساهم بنحو 80% من امتصاص الجلوكوز عندما يكون الإنسولين فعالاً. لكن تمارين المقاومة غالباً ما تُهمل في إدارة السكري، وهو ما يعد ثغرة سريرية تحتاج إلى معالجة. ينصح بممارسة تمارين مثل القرفصاء بوزن الجسم والضغط على الحائط واستخدام أشرطة المقاومة ثلاث مرات أسبوعياً. هذه التدريبات تحسن بشكل ملحوظ قدرة الجسم على التخلص من الجلوكوز.

تحسين النوم وجودة الحياة

تشير الأدلة إلى أن الحرمان من النوم حتى ليلة واحدة يمكن أن يقلل من حساسية الأنسولين بنحو 25%. أما قلة النوم المزمنة فتعزز بيئة هرمونية تدفع مقاومة الأنسولين وترفع مستويات الكورتيزول وتزيد الرغبة في أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع. ينصح المرضى بالسعي للحصول على سبع إلى ثماني ساعات من النوم ليلاً مع مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ. الالتزام بجداول نوم منتظمة يساعد في تنظيم مستوى السكر في الدم.

فقدان الوزن المستدام

تشير الأبحاث إلى أن فقدان الوزن يحسن الهضم ويؤثر إيجابياً على مؤشرات التمثيل الغذائي عند تحقيق فقدان من 5% إلى 10–15% من الوزن الإجمالي. بصفة عامة، يوصى عادةً بخفض الوزن بنسبة 10–15% لتجنب الإصابة بالسكري. على من يزن 85 كجم أن يفقد ما يقارب 8.5–12.7 كجم. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع نظام غذائي معتدل مع عجز يومي قدره 500 سعر حراري وتجنب مشروبات السكر والوجبات المقلية، ما يؤدي إلى فقدان نحو 2 كجم شهرياً.

شاركها.
اترك تعليقاً