توضح الدراسات أن الجسم يتغير فعلاً ببلوغ سن الثلاثين، وتؤدي هذه التغيرات إلى سهولة تراكم الدهون حول منطقة البطن حتى وإن بقيت العادات اليومية ثابتة. وتبرز الآثار في انخفاض معدل حرق السعرات بسبب فقدان الكتلة العضلية، وتغير استجابة الجسم للأنسولين، وتبدل مستويات بعض الهرمونات المسؤولة عن الأيض. وتؤدي هذه العوامل مجتمعة إلى زيادة محيط الخصر وتراكم الدهون الحشوية في المنطقة العلوية من البطن.
أسباب تراكم دهون البطن
يُعَد بلوغ سن الثلاثين نقطة تحول في عملية الأيض. حتى مع الحفاظ على العادات الغذائية نفسها، يبدأ الجسم في معالجة الطعام بشكل مختلف وتقل حساسية الأنسولين. هذه التغيرات قد تؤدي إلى تراكم الدهون حول البطن بشكل أسرع من أجزاء أخرى في الجسم.
فقدان العضلات وتأثيرها
يؤدي انخفاض كتلة العضلات إلى حرق سعرات حرارية أقل حتى أثناء الراحة. ويتراوح فقدان العضلات بشكل طبيعي من 3% إلى 8% كل عقدة إذا لم يتم اتخاذ إجراء. وتُخزَّن الطاقة المتبقية على شكل دهون، وغالباً ما تتركّز في منطقة البطن.
انخفاض حساسية الأنسولين
مع التقدم في العمر، تنخفض حساسية الجسم للأنسولين، وهذا يجعل ارتفاع السكر في الدم بعد تناول نفس الأطعمة أكثر احتمالاً. وتؤدي هذه التغيرات إلى سهولة تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن، وتزداد المخاطر الصحية المرتبطة بذلك مثل السكري وأمراض القلب.
تغيرات هرمونية وتأثيرها
تنخفض مستويات هرمونات مثل النمو والهرمونات الجنسية وتزداد مستويات الكورتيزول في بعض الأحيان، وهذا المزيج يحفز الجسم على تخزين الدهون في منطقة البطن وليس فقط تحت الجلد. وتزداد الدهون الحشوية عمومًا وتؤثر في الصحة بشكل أعمق من المظهر الخارجي فقط.
ماذا تقول الأبحاث؟
تشير الدراسات إلى أن الجسم يزيد من إنتاج الخلايا الدهنية مع التقدم في العمر، كما قد تزداد الخلايا الدهنية في منطقة البطن حتى لو بقي الوزن ثابتا. وهذا يعني أن محيط الخصر قد يتسع نتيجة لتغير توزيع الخلايا الدهنية وتزايدها في البطن بشكل خاص. كما أن التغيرات في الأيض والهرمونات تساهم في تعزيز هذه العملية مع مرور الوقت.
كيف تعرفين تباطؤ الأيض؟
ينبغي الانتباه إلى علامات مثل بروز البطن رغم ثبات الوزن على الميزان، وانخفاض الطاقة في فترة ما بعد الظهر. كما قد تظهر زيادة الرغبة في تناول الحلويات والشعور بالانتفاخ بعد تناول الكربوهيدرات. وتؤكد هذه الإشارات غالباً أن توزيع الدهون بات أقوى في الجزء العلوي من البطن.
نصائح للسيطرة على الدهون بعد الثلاثين
يؤكد الخبراء أن إدراك التغير في جسمك بعد سن الثلاثين هو الخطوة الأولى نحو إدارة الدهون بشكل فعّال. كما أن الاعتماد على حميات قاسية وتمارين شاقة ليس الخيار الأمثل في هذه المرحلة، بل تبني عادات بسيطة مدعومة علمياً يكون أكثر فاعلية. ويمكن تطبيق ممارسات تدريجية دون إرهاق زائد لتحقيق نتائج مستدامة.
مارس تمارين القوة
مارس تمارين القوة ثلاث مرات أسبوعيًا على الأقل لأنها تحافظ على كتلة العضلات وترفع معدل الأيض. ويمكن الاعتماد على تمارين وزن الجسم أو برنامج بسيط لا يتطلب معدات متقدمة. هذه الأنشطة كافية لإحداث فرق مع الالتزام المنتظم.
المشي اليومي
المشي اليومي يحسّن امتصاص الأنسولين ويقلل مخاطر تراكم الدهون في البطن. يوصى بمشي لمدة 10 دقائق تقريبًا بعد كل وجبة كإجراء بسيط وفعّال. تساعد هذه الخطوات البسيطة على تعزيز الحركة اليومية دون إجهاد زائد.
النوم الكافي
احرص على النوم لمدة 7–8 ساعات كل ليلة لتحقيق توازن هرموني في الجوع والشبع. يؤثر النوم الجيد بشكل مباشر في الرغبة في تناول الطعام ودرجة التحكم فيه. كما يساهم في تقليل احتمال تخزين الدهون في منطقة البطن.
الصيام المتقطع اللطيف
يمكن تجربة نظام الصيام 12:12، حيث تتناول الطعام خلال فترة 12 ساعة والصيام لمدة 12 ساعة أخرى. يمنح هذا النظام راحة بسيطة للأمعاء ويساعد في التحكم بالشهية وتقليل الالتهاب. ابدأ تدريجيًا وتجنب الصيام القاسي في البداية.


