تعلن دراسة حديثة من جامعة ميريلاند الأمريكية أن توسيع نطاق التطعيم ليشمل الأولاد إلى جانب الفتيات يمكن أن يحسن مناعة القطيع ضد سلالات فيروس الورم الحليمي البشري المرتبطة بالسرطان، وأن ذلك قد ينقذ آلاف الأرواح ليس فقط من سرطان عنق الرحم وإنما من أنواع سرطان أخرى مرتبطة بالفيروس. وتوضح النتائج أن التغطية المخصصة للفتيات وحدها لا تكفي لتحقيق هدف القضاء على السرطان المرتبط بـ HPV. وتؤكد الدراسة أن زيادة التطعيم لدى الذكور ستعزز من مرونة النظم الصحية وتدفع نحو تحقيق أهداف الصحة العامة بشكل واقعي وقابل للتحقيق.

بالرغم من التقدم في برامج التطعيم للقتيات، لا تزال سياسات الصحة العامة في عدة دول تركّز على تطعيم الفتيات فقط، ما يخلق فجوة ملموسة في معدلات اللقاح بين الجنسين. وتبيّن نماذج رياضية اعتمدت على بيانات واقعية أن الاعتماد على تطعيم الإناث وحده لا يوفر حماية كافية من سرطان عنق الرحم وسلالات HPV المرتبطة به. وتوضح النتائج أن توسيع الحماية لتشمل الذكور يمكن أن يحسن تحقيق مناعة القطيع ويقلل الضغط على برامج التطعيم من جهة الإناث.

فجوة التطعيم بين الجنسين

ووفقًا للدراسة، تضاعفت خلال عشرين عامًا حالات سرطان HPV المرتبط بالرجال في كوريا الجنوبية ثلاث مرات، وهو مؤشر على مخاطر صحية متزايدة يطال الرجال كما يطال النساء. وتذكر النماذج أن تطعيم الذكور يمكن أن يؤدي إلى تقليل الحالات التراكمية لسرطان عنق الرحم لدى النساء، وخفض الوفيات المرتبطة بهذا السرطان، مع تقليل عدد حالات HPV المرتبطة بالرجال بحلول عام 2080. وتوصي النتائج بتطعيم الأولاد الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا بجانب الفتيات في هذه الفئة العمرية، إضافة إلى النساء الأكبر سنًا اللاتي فاتتهن فرص التطعيم، مع الإشارة إلى أن التطعيم في سن مبكر يمنح حماية جزئية حتى لو كان في سن أكبر.

دور التطعيم لدى الذكور

تشير التقديرات العلمية إلى أنه إذا تم توسيع التطعيم ضد HPV وتحسين برامج فحص عنق الرحم، فمن الممكن القضاء على سرطان عنق الرحم في 149 دولة من أصل 181 دولة بحلول نهاية القرن الحالي. وتؤكد النتائج أن رفع معدلات التطعيم لدى الذكور قد يكون المفتاح الحقيقي لتحقيق هذا الهدف، مع إضافة فاعلية فحص مبكر وتحسين التغطية الوقائية. وتختتم الدراسة بأن عدم إهمال أي فئة عمرية في التطعيم وتوفير حماية أوسع يمكن أن يقلل عدد الوفيات ويرفع من مناعة المجتمع بشكل عام.

شاركها.
اترك تعليقاً