توضح تقارير صحية أن الكبد يعد من أهم أعضاء الجسم ويقوم بدور مركزي في تنقية السموم وتنظيم الأيض والمساعدة في الهضم وتخزين العناصر الغذائية الأساسية. كما تبين أن أمراض الكبد غالباً ما تتطور بصورة صامتة في المراحل الأولى، وتظهر العلامات لاحقاً كالتعب والغثيان قبل أن تتفاقم وتظهر أعراض أوضح مثل اليرقان واصفرار الجلد وبياض العينين. كما يلفت الانتباه إلى أن تلف الكبد لا يقتصر على تعاطي الكحول، فهناك عادات يومية قد تضر الكبد دون أن يدرك الشخص ذلك. وتؤكد النتائج أهمية اتباع أنماط حياة صحية للوقاية من هذه الحالات.

عوامل الخطر الرئيسية

يُعَد الإفراط في استخدام مسكنات الألم من أبرز العوامل التي تلحق الضرر بالكبد، خاصة عند الاعتماد على أدوية دون وصفة مثل الباراسيتامول. يقوم الكبد بتكسير هذا النوع من الأدوية منتجاً مركّباً ساماً يُعرف بـNAPQI، وهو عادةً ما يُحيّد بواسطة الغلوتاثيون. لكن الجرعات العالية تستنفد هذه الحماية، فترتفع مستويات السم وتزداد مخاطر الإصابة بفشل كبدي حاد، خصوصاً عند الجمع مع الكحول. لذلك يُنصح بمراقبة الجرعات والابتعاد عن المزج العشوائي للأدوية مع المشروبات الكحولية.

يُعَد الخمول البدني عاملاً رئيسياً في زيادة دهون الكبد، إذ يسهم في زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين واضطرابات التمثيل الغذائي. وتبيّن الدراسات أن ممارسة التمارين المنتظمة، حتى لو لم يصاحبها خفض وزن كبير، تحقق فوائد ملموسة للكبد. وتُظهر نتائج البحث أن كل من تمارين المقاومة والأنشطة الهوائية مثل المشي السريع تساعد في تقليل دهون الكبد وتحسين حساسية الإنسولين. كما يلاحظ أن الانتظام في هذه التدريبات يخفف الضغط على الكبد ويعزّز وظائفه بشكل واضح.

تؤدي العادات الغذائية غير الصحية إلى تراكم الدهون في الكبد وتزايد فرصة الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو واحد من أكثر أمراض الكبد انتشاراً في العصر الحديث. وتزداد المخاطر عند وجود زيادة في الوزن وتكدس الدهون في منطقة البطن إضافة إلى ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو ارتفاع الكوليسترول. كما تشير الدراسات إلى أن الإفراط في تناول المشروبات المحلاة بالسكر يرفع احتمال الإصابة بالكبد الدهني حتى أربعين في المئة. وفي المقابل، يساهم اتباع نظام غذائي متوازن قائم على الأطعمة الكاملة والطبيعية في الوقاية وربما في عكس الحالة عند بعض الحالات.

التدخين ليس ضاراً بالرئتين والقلب فحسب، بل يفرض على الكبد عبئاً إضافياً بسبب وجود آلاف المواد السامة في دخان السجائر. مع مرور الوقت يتسبب ذلك في إجهاد تأكسدي وتلف خلايا الكبد، ما يزيد من خطر التليف وسرطان الكبد. وتشير أبحاث بريطانية إلى أن التدخين يساهم في نحو عشرين بالمئة من حالات سرطان الكبد في المملكة المتحدة.

طرق الوقاية الفعالة

توضح المعطيات أن الوقاية من أمراض الكبد تتحقق من خلال نمط حياة صحي يعتمد على نظام غذائي متوازن قائم على الأطعمة الطبيعية وممارسة نشاط بدني منتظم. وتؤكد النتائج أن تقليل السكريات المحلاة والابتعاد عن التدخين يلعبان دوراً بارزاً في حماية الكبد. كما تشير إلى ضرورة توخي الحذر في استخدام المسكنات، والالتزام بالجرعات المقررة وتجنب خلطها مع الكحول.

شاركها.
اترك تعليقاً