تعلن هيئة صحية رفيعة المستوى مع بداية عام 2026 ضرورة إجراء فحوصات طبية كخطوة أساسية نحو صحة أفضل وتجنب المخاطر الصحية. وتؤكد أن نتائج هذه الفحوصات تمهد الطريق لتحديد المسار الصحيح للعناية بالصحة وتحديد ما يلزم من تغييرات. يوضح الدكتور فيمال باهوجا، المدير المساعد لقسم الطب الباطني وأخصائي أمراض التمثيل الغذائي، أهم الفحوصات التي يجب البدء بها مع بداية العام، مع توضيح ما ستكشفه النتائج وآثارها المباشرة على خطة الرعاية الصحية.
فحوصات أساسية مع بداية 2026
1. إجراء فحص التمثيل الغذائي “الصامت”: يشرح الدكتور باهوجا أن هذا الاختبار يساعد في تقييم وضع التمثيل الغذائي حتى عند وجود وزن طبيعي، وهو أمر مهم خاصة في وجود سمنة غير ظاهر. كما يلفت إلى أن ارتفاع السكر والدهون قد يظهران رغم الوزن المعتدل، ما يستدعي فحصاً مبكراً لتحديد المخاطر. تساعد نتائج هذا الاختبار في وضع خطة وقاية وتعديل نمط الحياة بناءً على المؤشرات الصحية.
2. الهيموجلوبين السكري HbA1c: يوضح فحص HbA1c متوسط مستويات السكر خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وهو فحص أكثر دلالة من فحص السكر الصائم وحده. يشير إلى أن مقدمات مرض السكري قد بدأت تظهر بين الشباب بشكل متزايد، وهو ما يفرض تقليل عوامل الخطر مبكراً. يتيح الفحص متابعة دقيقة ومراجعة للخيارات العلاجية أو الوقائية وفق النتائج.
3. تحليل الدهون المتقدم: بدلاً من الاقتصار على الكوليسترول الكلي أو LDL، يركز الاختبار على نسبة الدهون الثلاثية إلى HDL كإطار أدق لتقييم مخاطر أمراض القلب والشرايين. تؤكد النتائج أن فهم هذه النسبة يساعد في وضع استراتيجيات تخص صحة القلب وتعديلها وفقاً للقيم. يُنصح بمراقبة هذه المعايير مع مواءمة النظام الغذائي ونمط النشاط البدني.
4. فيتامين د وفيتامين ب 12: يذكر الدكتور باهوجا أن نقص هذين الفيتامينين شائع ويمكن أن يسبب تشويش الذهن وتغيرات في المزاج، وكذلك تأثيراً على صحة العظام. تشير التوقعات إلى أن انخفاض مستوياتهما قد يؤثر سلباً على الطاقة والوظائف العصبية، لذا تستدعي المتابعة الطبية الدقيقة. يساعد الحفاظ على مستويات مناسبة لهما في دعم المزاج والصحة العامة.
5. فحوصات الحديد (الفيريتين): بالنسبة للنساء تحديداً، لا يعكس فحص الهيموجلوبين وحده مخزون الجسم من الحديد؛ فاليريتين يقيس المخزون ويعتبر انخفاضه سبباً شائعاً لتساقط الشعر والإرهاق المستمر. يبرز الاختبار أهمية إضافية لتقييم الحديد كجزء من فحص صحي شامل. توضح النتائج الحاجة إلى متابعة مستويات الحديد بشكل منتظم واتباع العلاج المناسب عند اللزوم.
6. فحص سلامة القلب: يشهد أول شهر من السنة عادة ارتفاعاً للإصابات المرتبطة بالتمارين بسبب الانتقال المفاجئ من نمط حياة خامل إلى نشاط بدني عالي الكثافة. يساعد إجراء فحص سلامة القلب قبل زيادة الشدة التمرينية في تقليل المخاطر المحتملة. يعد هذا الإجراء خطوة وقائية أساسية لأي برنامج رياضي جديد.
7. بروتين سي التفاعلي عالي الحساسية hs‑CRP: يقيس هذا الاختبار الالتهاب في الشرايين، وقد تشير المستويات المرتفعة إلى إجهاد القلب والأوعية الدموية حتى وإن بدا الكوليسترول طبيعياً. يزوّد الاختبار الطبيب بصورة أوسع للمخاطر القلبية ويضعها في سياق الصورة العامة للصحة. تدفع النتائج إلى أخذ علامة الالتهاب بعين الاعتبار عند وضع خطة الوقاية والمتابعة.
8. تخطيط كهربية القلب أثناء الراحة: قبل زيادة شدة التمرين، يجب التأكد من أن إيقاع القلب الكهربائي طبيعي. يساهم هذا الفحص في الكشف المبكر عن أية مشاكل قلبية قد تعيق الأداء الرياضي أو تشكل خطراً عند التمرين. يعد فحصاً ضرورياً تمهيداً لبناء برنامج تمرين آمن ومناسب.
فحوصات خاصة بالنساء
للنساء، تُجرى مسحة عنق الرحم بشكل روتيني للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم. تشكل هذه الفحص أحد عناصر الرعاية الصحية الأساسية وتساعد في كشف أي تغيرات مبكرة قبل تطور المشكلة. تُشدد الإرشادات على أهمية الالتزام بمواعيد الفحص والمتابعة مع الطبيب المعالج.
عند النساء فوق سن الأربعين، يُوصى بإجراء تصوير الثدي بالأشعة السينية (الماموجرام) كجزء من الفحوصات الروتينية. يساعد هذا الاختبار في رصد تغيّرات مبكرة في أنسجة الثدي وتحديد علامات السرطان مبكراً. تُعد هذه الفحوص جزءاً أساسياً من الوقاية الصحية وخطة الرعاية المستمرة.
فحوصات خاصة بالرجال
أما الرجال فوق سن 45، فينصح بإجراء فحص مستضد البروستاتا النوعي PSA للكشف المبكر عن أمراض البروستاتا. يتيح هذا الاختبار تحديد المخاطر وتنظيم المتابعة الطبية بما يضمن الوقاية من المضاعفات. تعتبر نتائج هذه الفحوص جزءاً أساسياً من رعاية الصحة الذكورية في المرحلة المتقدمة من العمر.


