يؤكد الكتاب أن السياسة الخارجية المصرية استعيدت زمام المبادرة بعد عام 2011 نتيجة اضطرابات المنطقة، وأن الحركة الدبلوماسية المصرية عادت للنشاط بعد ثورة يونيو 2013. ويشير إلى أن هذا الاستعادة انعكست في تزايد المبادرات الإقليمية التي تقودها القاهرة. كما يوضح أن التوجه المصري يقوم على الحفاظ على السيادة ووحدة الدول العربية وتجنب التدخلات الخارجية. وتبرز النتائج أن مصر صارت لاعباً فاعلاً في أزمات المنطقة من خلال أساليب الوساطة والتنسيق مع القوى العربية والدولية.

أولويات مصر تجاه الدول العربية

تنطلق السياسات المصرية منذ 2014 من هدفين أساسيين تجاه محيطها العربي: مساعدة الدول العربية التي تمر بأزمات داخلية على استعادة استقرارها، ودعم جهود الدول الأخرى للحفاظ على الأمن ومنع امتداد عدم الاستقرار إلى المنطقة. كما تركز السياسة على تعزيز التعاون الاقتصادي العربي ليكتمل مع برامج التنمية الوطنية. وتؤكد المبادئ التي حددتها مصر منذ 2014 احترام سيادة الدول ووحدتها وسلامتها الإقليمية، ورفض التدخلات الخارجية، ودعم مؤسسات الدولة الوطنية. وتسعى القاهرة إلى تجسير المصالح العربية وتوحيد الجهود في مواجهة التحديات المشتركة.

ومنذ 2014 تمضي مصر في نهج يحفظ سيادة الدول العربية ووحدة أراضيها ويؤكد رفض أي تدخل خارجي في شؤونها. وتدعم المؤسسات الوطنية وترفض الفراغ السياسي والأمني بما يسهل استقرار الدول الشقيقة. وتؤكد القاهرة أن الاستقرار العربي يساعد في تعزيز التنمية الوطنية وتخفيف مخاطر الإرهاب عبر التعاون الاقتصادي والأمني. كما تبرز الرؤية المصرية في تعزيز أطر العمل المشترك والتنسيق في القضايا الحيوية الإقليمية.

القضية الفلسطينية محور السياسة المصرية

تركز السياسة المصرية في محيطها العربي بشكل ثابت على القضية الفلسطينية كركيزة أساسية لسلام المنطقة. يرى الكتاب أن الحل العادل والدائم شرط لاستقرار المنطقة وأنه يجب إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. تتبنى القاهرة جهود الوساطة لإحياء وقف إطلاق نار دائم أو هدنة مستدامة وتؤكد أن الحل لا يمكن اختزاله بمآسٍ إنسانية مؤقتة. وتبرز القاهرة دورها في حشد إجماع عربي وإسلامي ودولي مساند لموقفها، بقيادة حراك يرفض تهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم.

عقب اندلاع الحرب الأخيرة في 7 أكتوبر 2023، واصلت القاهرة دعم جهود التوصل لهدنة مستدامة وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة. أكدت أن لا بديل عن حل الدولتين والتزام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. وقادت مصر جهوداً لشرح موقفها وتحشيد موقف عربي وإسلامي ودولي قوي رافض لأي مسعى يهدف إلى إنهاء القضية أو تبديدها. كما أكدت القاهرة استمرار الالتزام بجمع الأطراف لضمان استقرار غزة وتخفيف التصعيد.

العلاقات مع ليبيا والسودان

تستعرض المصادر التاريخ العميق للعلاقات مع ليبيا وتؤكد مصر على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض أي توجهات لتقسيمها. وتدعم القاهرة التوافق السياسي والشامل في ليبيا وتؤمن بأن التوافق الليبي هو أساس الاستقرار المستدام وتدعم المؤسسات الوطنية وترفض التدخلات الخارجية. كما تؤكد القاهرة مواصلة التنسيق مع ليبيا في مكافحة الإرهاب وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والإنسانية. وتحافظ مصر على موقف واضح بأن أهل ليبيا هم من يختارون مستقبل بلادهم عبر انتخابات حرة ونزيهة.

وفي السودان، جسّدت الزيارات المتكررة للرئيس المصري مدى عمق العلاقات وتنامي التعاون الاستراتيجي بين البلدين. تسعى القاهرة إلى إقامة تفاهم وتعاون متين في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، مع دعم تطوير المؤسسات السودانية وتوحيدها. شاركت مصر في دعم السودان دولياً من خلال دعم مسار الانتقال والتعبير عن قناعتها بأن أمن السودان جزء من أمن المنطقة. كما أكدت القاهرة في مناسبات دولية التزامها باستقرار السودان ووحدة أراضيه وتكثيف جهود المجتمع الدولي لمساندته.

العلاقات الخليجية والأردن والعراق والمغرب العربي

شهدت العلاقات المصرية مع دول الخليج العربي دفعاً في سنوات ما بعد 2013، حيث دعمت القاهرة أمن الخليج وتعاونت مع السعودية والإمارات في مواجهة التحديات الإقليمية وتوفير الأمن البحري. وتربطها مع الأردن والعراق روابط وثيقة وتنسيق عالي في مختلف القضايا الإقليمية، بما في ذلك القضية الفلسطينية وتطورات الشرق الأوسط. كما شهدت العلاقات مع المغرب العربي تعزيزاً في التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتنسيقاً سياسياً يواكب الاستقرار والتنمية في المنطقة.

لبنان وسوريا

وتبرز العلاقات المصرية اللبنانية كمرتكز رئيسي في الاستقرار الإقليمي. أدت مصر دوراً مهماً في دعم لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 عبر جسر جوي للمساعدات وتقديم العلاج والاحتياجات الإنسانية، مع الالتزام بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية. كما أكدت القاهرة أن الحفاظ على مؤسسات الدولة اللبنانية وتحسين قدراتها يظل هدفاً رئيسياً لدعم الاستقرار في المنطقة. وتربط العلاقات المصرية اللبنانية تاريخ طويل وتعاون مستمر في المجالات الإنسانية والتنموية.

أما العلاقات مع سوريا فترتبط تاريخياً واستراتيجياً بالرغبة في إيجاد تسوية سياسية سلمية. تؤكد القاهرة على الحوار والحل السياسي وتدعم دعم الدولة السورية ووحدتها. وتدعو إلى خيارات دبلوماسية تفضي إلى إنهاء القتال وتجنب التدخلات الخارجية بما يضمن مصالح الشعب السوري.

شاركها.
اترك تعليقاً