أصدر المركز الوطني للمعلومات الحيوية تقريرًا يبيّن أن التوتر والانفعال أثناء متابعة مباريات كرة القدم قد يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم. يوضح التقرير أن هذه التغيرات قد تكون أكثر وضوحًا لدى المصابين بأمراض قلبية. وتكمن المخاطر في فترات الذروة عندما يعلو التوتر فجأة دون إمكانية للجسم للتهيؤ. وتُسجل في مثل هذه اللحظات ارتفاع خطر حدوث مضاعفات قلبية ووعائية لدى المشاهدين المصابين بهذه الحالات.
تأثير الحماس المفاجئ على القلب
عندما يشتد الانفعال، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والنورأدرينالين، مما يرفع معدل ضربات القلب ويضيّق الأوعية الدموية. وهذا الجهد الإضافي يجهد عضلة القلب ويزيد حاجة الأنسجة للأكسجين، وهو ما قد يسبب اضطرابًا في النبض أو أزمة قلبية لدى المصابين بتضيّق الشرايين. كما أن ارتفاع الضغط المفاجئ يمثل خطرًا إضافيًا على جدران الأوعية الدموية، خاصة عند وجود تاريخ من ارتفاع الضغط أو أمراض سابقة. لدى بعض المرضى قد تتفاقم مخاطر النزيف الدماغي أو السكتة القلبية في لحظات التوتر الشديد.
التوازن بين المتعة والمخاطر
ليس المطلوب أن يبتعد المشاهد عن المتعة تمامًا، لكن يجب أن يتعامل مع التشجيع بحكمة. يمكن تقليل التوتر عبر الجلوس في وضع مريح بعيد عن الشاشات القوية والإضاءة العالية. كما يُنصح بتجنب الأطعمة المالحة والمنبهات مثل القهوة والمشروبات الغازية قبل أو أثناء المشاهدة. يجب أخذ الأدوية في مواعيدها وعدم تأخيرها، واستخدام تمارين التنفس العميق لتهدئة الانفعال.
نصائح الأطباء
ينبغي أن يلاحظ المريض التحكم في الانفعال كإجراء وقائي أساسي. يمكنه استبدال التشجيع المرتفع بمراقبة هادئة ومرافقة أشخاص يساعدونه على تجنّب الانفعال الزائد. في حالات تاريخية من الذبحة الصدرية أو عدم انتظام ضربات القلب قد يوصي الأطباء بتجنب مشاهدة المباريات المثيرة، خصوصًا النهائيات. وفي هذه الحالات يجب استشارة الطبيب وتعديل أسلوب المشاهدة بما يحفظ الصحة.
الرياضة الآمنة بعد المباراة
ينصح الأطباء بأن يمشي المريض بشكل بسيط أو يمارس تمارين تمدد لتفريغ شحنة الأدرينالين وتخفيف التوتر. كما يُفضل شرب الماء تدريجيًا لتجنب الجفاف الذي يزيد الحمل على القلب. يمكن أن تساعد حركات التبريد البسيطة في استعادة توازن ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. يجب ألا تتجاوز فترة التهدئة كثيرًا ويُفضل متابعة الطبيب لتحديد الإرشادات المناسبة.
للمشجعين المرضى
تظل كرة القدم وكل الرياضات الجماهيرية للمتعة وليست للمجازفة. يظل الحماس جميلًا حين يظل في حدوده الصحية وبعيدًا عن الضغط النفسي الشديد. ينصح بأن يحافظ المشجع على الهدوء ويشاهد المباراة بمسؤولية وبصحبة أشخاص يساعدونه على التحكم في الانفعال. فالصحّة هي الفوز الحقيقي ويجب أن يظل قلبك في صحة جيدة أثناء المتابعة.


