أعلن أطباء من مستشفى الدكتور إل إتش هيرانانداني في الهند أن الكبد الدهني في مراحله المبكرة ومرحلة ما قبل السكري يمثلان إنذارًا استقلابيًا مهمًا. وأوضحوا أن الضرر الخلوي في هذه المرحلة محدود وقابل للعكس تمامًا خلال 6 إلى 12 شهرًا إذا التزم المريض بتصحيح نمط الحياة. كما اشاروا إلى أن مفتاح العلاج يكمن في تقليل الدهون المتراكمة في الكبد وتحسين حساسية الأنسولين في الوقت نفسه. كما أكدوا على أهمية التشخيص المبكر ومتابعة التغييرات الحيوية لدى المرضى.

تصحيح النظام الغذائي

اتباع نظام غذائي منخفض المؤشر الجلايسيمي وغني بالألياف يمثل الركيزة الأساسية للعلاج الغذائي. ينصح الخبراء بالإكثار من الخضراوات والبقوليات والسلطات والحبوب الكاملة مثل الأرز البني. يفضل تناول الفاكهة باعتدال والاعتماد على مصادر بروتين صحية مثل العدس والبيض والسمك والجبن للمساعدة في الحفاظ على الكتلة العضلية وتقليل الرغبة في السكريات. يقلل تقليل الكربوهيدرات المكررة والمشروبات المحلاة والسكريات الخفية من الضغط على الكبد، ويُستكمل ذلك باختيار زيوت صحية مثل زيت الزيتون أو الكانولا مع إضافة المكسرات والبذور الغنية بأوميغا-3 وتنظيم مواعيد الوجبات وتجنب تناول الوجبات الخفيفة في وقت متأخر من الليل.

زيادة النشاط البدني اليومي

يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين التمثيل الغذائي وتقليل دهون الكبد. توصي الإرشادات بممارسة المشي السريع لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا أو الوصول إلى عشرة آلاف خطوة يوميًا. تشمل التوصيات أيضًا تمارين المقاومة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا لتحسين امتصاص الجلوكوز في العضلات. كما يوصى بالنشاط البدني غير الرياضي NEAT مثل صعود السلالم والحركة اليومية وتقليل فترات الجلوس والحرص على الحركة كل 30 دقيقة.

تحسين النوم وتنظيم الساعة البيولوجية

يؤدي اضطراب النوم إلى زيادة مقاومة الأنسولين وتراكم الدهون الحشوية، لذا يوصى بالنوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا. احرص على مواعيد نوم واستيقاظ ثابتة وتوفير بيئة نوم مظلمة وهادئة. تجنّب الكافيين والوجبات الثقيلة والتعرض للضوء الأزرق قبل النوم بساعتين. يساعد تنظيم هذه العادات في تحسين الحساسية للإنسولين ودعم صحة الكبد.

تقليل التوتر والإجهاد

يساهم التوتر المستمر في رفع هرمون الكورتيزول، مما يفاقم الكبد الدهني ومقدمات السكري. ينصح بممارسة تمارين التنفس العميق واليوغا أو التأمل لمدة 10 دقائق يوميًا. تساهم هذه الممارسات في خفض التوتر وتحسين استجابة الجسم للأنسولين. كما تساهم في الحفاظ على استقرار الوزن وتقليل مخاطر التقدم إلى السكري.

المتابعة والفحوصات الدورية

بعد التشخيص، يوصي الأطباء بإجراء متابعة منتظمة تشمل قياس سكر الدم أثناء الصيام وتحليل HbA1c وفحص إنزيمات الكبد ALT وAST. كما يتضمن التقييم قياس الدهون الثلاثية ومحيط الخصر بشكل دوري كل 3 إلى 4 أشهر. ويعد الوصول إلى محيط خصر مثالي أقل من 90 سم للرجال و80 سم للنساء مؤشرًا مهمًا لتقليل مخاطر أمراض التمثيل الغذائي. يعزز الالتزام بهذه المتابعات الوضع الصحي العام ويسهم في منع تقدم الحالة نحو السكري والكبد الدهني المتقدم.

شاركها.
اترك تعليقاً