تعلن فصول الطبيعة بدء المرحلة الرسمية مع الانقلاب الشتوي، فيميل القطب بعيداً عن الشمس ليكون أقصر النهار وأطول الليل في العام. بعدها تدخل المنطقة في نفق الأربعين ليلة التي تمتاز ببرودة قاسية تتسرب من باطن الأرض وتظهر فيها ملامح السكون قبل أن تشتد العواصف لاحقاً. وتتحول ملامح الطبيعة تدريجياً إلى لوحة بيضاء تتزين بالندى المتجمد وتزداد فيها دقة الرؤية إلى البرودة القاسية. هذا الزمن ليس مجرد ظاهرة جوية بل مقياس للصبر وتحدٍّ لقدرة الإنسان على التكيف مع الظروف.

نقطة الصفر

تتراوح درجات الحرارة انخفاضاً حاداً وتلامس أحياناً الصفر المئوي في المساحات المختلفة، وتظهر معالم الصقيع على الأرض والسطوح. يبدأ السكون في بدايات هذه الفترة مع هدوء الرياح ما يسمح بتكوّن طبقة من الصقيع وتثبيت النور البارد في الأجواء. وتأتي أمطار موسمية مستمرة لفترات طويلة دون رعد، وهي أمطار يباركها المزارعون لأنها تروي الأرض عمقاً وتنعش التربة. تمثل الأربعينية في الذاكرة الشعبية اختباراً للصبر وإرادة الحياة الزراعية.

صمت الأرض

تتميز هذه الفترة بخصائص مناخية فريدة تجعلها سيد الفصول بقساوتها. ينخفض الحرارة بشكل حاد وتصل أحياناً إلى درجات قريبة من الصفر في المناطق الصحراوية والمرتفعات. يسود سكون الرياح في بدايتها ما يسمح بتكوّن الصقيع على المحاصيل والأسطح وتثبيت البرد في الأرض. تشهد هذه الفترة أمطاراً مستمرة لفترات طويلة دون رعد، وهي أمطار تروي الأرض وتغذيها وتدعم الاستعداد للربيع.

وتربط الذاكرة الشعبية هذه الأربعينية بمراحل برد متدرجة تبدأ بـ برد الانصراف وتبلغ ذروتها ثم تتلاشى تدريجياً. وتؤكد الحكمة التراثية أن التحمل والصبر يسهمان في عبور الشتاء والاستعداد لزراعة الموسم القادم. وفي هذا التراث تعود قيمة الأرض وتقدير العمل الزراعي خلال كل فصل برد وتجمّع.

نصائح للمواجهة

ينصح الخبراء باتباع تدابير وقائية لضمان السلامة الصحية والعملية في مواجهة هذه الموجة الباردة. 1- التركيز على تدفئة الأطراف والرأس واستخدام وسائل تدفئة آمنة لتجنب مخاطر الاختناق. 2- الاعتماد على المشروبات الدافئة والأطعمة الغنية بالسعرات التي تمنح الجسم دفئاً داخلياً. 3- يحتاج المزارعون ومربو الماشية إلى اتخاذ احتياطات خاصة لحماية المحاصيل من موجات الصقيع وتوفير حماية للمواشي من البرد القارس.

شاركها.
اترك تعليقاً