يلجأ كثير من الناس إلى استبدال الأطعمة التقليدية بما يُعرف بالأطعمة الصحية، ظنًا أنها الخيار الآمن للحفاظ على القلب والوزن. يحذر أطباء التغذية من الإفراط في تناول الزيوت النباتية المصنعة والمكسرات المحمصة والجبن كاملة الدسم، خاصة الأنواع التجارية الجاهزة، التي تُسوَّق على أنها صحية لكنها قد تحتوي على نسب مرتفعه من الدهون المشبعة أو الزيوت المعالجة. تؤدي هذه العوامل إلى ارتفاع محتمل في الكوليسترول عندما تُستهلك بشكل مفرط.
لماذا يرفع الكوليسترول
المشكلة ليست في الطعام نفسه، بل في أسلوب التصنيع وكميات الاستهلاك. فبعض المنتجات الصحية تُعالج حراريًا بدرجات مرتفعة وتحتوي على دهون متحولة مخفية وتُضاف إليها أملاح وسكريات مخفية. هذه العوامل تؤدي إلى زيادة الكوليسترول الضار في الدم دون أن يشعر الشخص.
أعراض ارتفاع الكوليسترول المفاجئ
غالبًا لا تظهر أعراض مباشرة، لكن قد يعاني البعض من صداع متكرر وثقل في الصدر وخمول وإرهاق وضيق تنفس عند المجهود. كما قد يلاحظ اضطرابًا في ضغط الدم في بعض الحالات. وتُكتشف المشكلة غالبًا بالتحاليل الروتينية أو الشاملة وليس بالمظاهر السريرية الواضحة في المراحل المبكرة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
بحسب الأطباء، يزداد خطر ارتفاع الكوليسترول لدى من لديهم تاريخ عائلي لمرض القلب، ولدى مرضى الضغط والسكر، ولا سيما النساء بعد سن الأربعين، كما أن اتباع حميات قاسية دون إشراف قد يزيد من المخاطر. كما قد يظهر الخطر نتيجة الاعتماد على منتجات صحية جاهزة أو غير متنوعة، مما يخل بتوازن المغذيات. لذا فإن التقييم الفردي للنظام الغذائي مهم لتحديد ما إذا كانت مكونات محددة تسهم في ارتفاع الكوليسترول أم لا.
أخطاء شائعة في تناول الأكل الصحي
من أبرز الأخطاء الإفراط في المكسرات يوميًا، الاعتماد على الزيوت النباتية المكررة، وتناول الجبن كاملة الدسم بكميات كبيرة، إضافة إلى إهمال التنويع الغذائي. كما قد يؤدي الاعتماد على منتجات صحية جاهزة إلى ارتفاع الدهون المشبعة والسكريات المخفية وتراجع التنوع الغذائي. وكل هذه العوامل تسهم في رفع الكوليسترول دون أن يلاحظ الشخص التأثير فورًا.
نصائح عملية لتناول الأكل الصحي بأمان
لحماية القلب ومستوى الكوليسترول، توصي خبراء التغذية باتباع إطار عمل يتمحور حول الاعتدال والتنظيم. يجب الالتزام بالاعتدال في الكميات واختيار المكونات غير المعالجة قدر الإمكان، مع تفضيل الطعام المنزلي لتقليل الملح والسكريات والمواد الحافظة. كما ينصح بتنوع مصادر الدهون وتجنب الاعتماد على نوع واحد من الأطعمة الصحية فقط، مع إدراج الدهون الصحية من مصادر طبيعية.
وتتضمن النصائح الخمس في إطار السلامة الصحية ما يلي بشكل واضح: الاعتدال في الكميات وتجنب الإفراط حتى عند اختيارات الأطعمة الصحية؛ اختيار الزيوت البكر غير المكررة واستخدامها باعتدال لتقليل الدهون المشبعة والمهدرجة؛ التنويع بين مصادر الدهون وعدم الاعتماد على مصدر واحد لضمان توازن دهني أفضل؛ الاعتماد على الطعام المنزلي والتحكم في إضافة الملح والسكر. كما يجب إجراء تحاليل دورية للكوليسترول وتقييم الدم بشكل منتظم، ومراجعة الطبيب عند وجود ارتفاع غير مبرر. تساهم هذه الإجراءات في تقليل مخاطر ارتفاع الكوليسترول المفاجئ وتحسين صحة القلب على المدى الطويل. توجد فائدة كبيرة في تطبيقها تدريجيًا والتقييم المستمر للوضع الصحي.
متى يجب القلق؟
إذا لاحظت ارتفاعًا مفاجئًا في الكوليسترول رغم اتباع نظام صحي، يجب مراجعة طبيب تغذية أو قلب لتقييم النظام الغذائي بالكامل وتحديد الأسباب المحتملة. يوضح الطبيب أن التغييرات في الاختيارات الغذائية أو وجود عوامل وراثية أو أمراض قد تكون وراء ذلك، ويحدد الخطة العلاجية المناسبة. من المهم إجراء فحوصات دورية وتقييم مستويات الدهون في الدم عندما تزداد المخاطر مع العمر وبوجود أمراض مصاحبة.


