يعاني كثير من الناس من جفاف الفم، وهو حالة تدل عادة على قلة اللعاب في الفم. يوضح اللعاب أنه يحافظ على الأسنان، ويحسن الهضم، ويُنعش الفم، لذا يزول الجفاف عادة عند شرب كمية كافية من الماء خلال أيام قليلة. إذا استمر الجفاف بشكل متكرر رغم شرب السوائل، فقد يشير ذلك إلى وجود خلل في توازن الجسم. لذلك من المهم متابعة الأعراض وربطها بعوامل أخرى مثل التعب أو تغير الوزن أو كثرة التبول أو آلام المفاصل مع استشارة الطبيب.

أسباب جفاف الفم المستمر

اضطراب مستويات السكر في الدم يعتبر من أهم الأسباب الطبية لجفاف الفم. يعاني المصابون بمرض السكري غير المعالج من ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم مما يؤدي إلى سحب الماء من أنسجة الجسم، وهذا يسبب العطش والجفاف وكثرة التبول. قد يظهر الجفاف في الفم قبل ظهور قراءة غير طبيعية لمستوى السكر، لذا ينبغي فحص الدم إذا استمرّت الأعراض.

قد تقلل بعض أدوية الألم، وأدوية ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الحساسية من إفراز اللعاب في الفم. يمكن أن يبالغ بعض المرضى في فكرة أن هذا أثر جانبي لا مفر منه، لذا لا يخبرون الطبيب. يستطيع الطبيب تعديل الجرعة أو تجربة دواء آخر للمساعدة في السيطرة على هذه الحالة.

قد تؤدي مشكلات هرمونية أو مناعية إلى تغير توازن السوائل في الجسم. تؤثر اضطرابات الغدة الدرقية كما أن متلازمة شوغرن تصيب غدد إنتاج اللعاب وتُضعف ترطيب الفم والعينين. عند ظهور جفاف الشفاه والعينين مع آلام المفاصل وإرهاق غير مبرر، يجب مراجعة الطبيب لإجراء فحوص إضافية.

قد يستيقظ الأشخاص الذين يتنفسون من أفواههم بسبب انسداد الأنف، أو الشخير، أو انقطاع النفس أثناء النوم، فيظهر لديهم جفاف في الفم والحلق. إذا كان الجفاف أسوأ في الصباح ويتحسن أثناء النهار فهذه علامة تستدعي الفحص الطبي. علاج مشاكل التنفس أثناء النوم قد يساعد في تقليل الجفاف وتحسين صحة الفم.

النقطة الأساسية أن جفاف الفم علامة على وجود حالة كامنة وليس تشخيصاً بذاته، خاصة إذا استمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أو صاحبها تعب أو تغير في الوزن أو كثرة التبول أو ألم في المفاصل مما يعوق الحياة اليومية. لا تتجاهلها، فالفحص البسيط يبدأ بتحليل الدم ومراجعة الأدوية، ويساعد في الكشف عن السبب مبكرًا. في كثير من الحالات يؤدي علاج السبب الجذري إلى استعادة تدفق اللعاب والوقاية من مشكلات طويلة الأمد.

شاركها.
اترك تعليقاً