يحتفل العالم بأعياد الميلاد المجيد وتتصدر احتفالاته شخصية بابا نويل. يرجع أصل هذه الشخصية إلى القديس نيقولاوس أسقف ميرا، الذي عاش في القرن الرابع الميلادي. ولد في مدينة باتارا بآسيا الصغرى ونشأ في بيت تقي، ثم ترهب مبكرًا وأصبح قسًا وأسقفًا على مدينة ميرا. كان مشهورًا بغيرته على الإيمان والدفاع عن المظلومين، إضافة إلى عطائه السخي للفقراء والمحتاجين.
أعمال رحمة صنعت الأسطورة
ومن أبرز مواقفه الرحيمة أنه أنقذ ثلاث فتيات من مصير قاسٍ عندما ألقى ليلًا أكياسًا من المال في منزل والدهن الفقير. كان المال يُقدَّم بشكل سري ولم يُكشف حينها، وهو ما أصبح لاحقًا أساس فكرة توزيع الهدايا سرًا. وأتاحت هذه المواقف إمكانية ربط القصة بالعطاء والمحبة إلى أن صارت جزءًا من تراث الاحتفال بعيد الميلاد وتلازم فكرة بابا نويل.
من القديس إلى الرمز العالمي
وبعد وفاته، انتشرت سيرته في أوروبا وتحوّلت صورته تدريجيًا إلى رمز احتفالي عُرف باسم سانتا كلوز قبل أن يتبلور شكله المعاصر في العصر الحديث. ظل جوهر القصة قائمًا على المحبة والعطاء. وتبقى الرسالة الأساسية تدعو إلى التفاني في مساعدة المحتاجين ونشر الفرح خلال المواسم الاحتفالية.


