بدائل الأعضاء والأنسجة
أعلن فريق من العلماء الأمريكيين في عام 2025 عن تطوير كلية عالمية يمكن زراعتها لأي مريض بغض النظر عن فصيلة الدم. يُنظر إلى هذا الإنجاز كطفرة في زراعة الأعضاء وسيعالج نقص الأعضاء وقوائم الانتظار الطويلة. تُشير التوقعات إلى تعزيز فرص الحياة للمرضى الأكثر حاجة.
يُعَد هذا التطور خطوة ثورية لأنها تتيح تجاوز قيود التوافق بين فصائل الدم. وتُعتبر النتائج بمثابة انعطاف في سبل توفير الأعضاء للمرضى المحتاجين. وتُتوقع أن يؤدي تطبيقه الفعلي إلى تقليل الوفيات المرتبطة بتأخر الزرع.
في سياق آخر، يعمل فريق من معهد إمبا للواجهات الحيوية في مدينة سانت جالن السويسرية على تطوير غرسة قرنية شفافة متوافقة حيوياً ومطبوعة ثلاثياً الأبعاد. الغرسة تُستخدم لإصلاح تلف القرنية الناتج عن أمراض أو إصابات بشكل يحافظ على النسيج الصحي للمريض. وتُعد هذه التقنية جسراً لتوسيع تطبيقات الطب التجديدي لإعادة الرؤية لملايين الأشخاص الذين يعانون فقدانها.
كما ابتكر فريق من جامعة سيدني أوعية دموية مطبوعة ثلاثية الأبعاد على الزجاج تحاكي تشريح الأوعية الدموية وديناميكيات تدفق الدم. يمكن أن تكون هذه الأوعية أداة قيّمة لاختبار أدوية جديدة وتصميم علاجات موجهة للمرضى ذوي الحالات الصحية المحددة. تفتح التقنية آفاق جديدة في دراسات الروابط بين بنية الأوعية ووظائفها وتفاعلها مع العلاجات.
وفي إطار الطب التجديدي، ابتكر باحثو معهد جوردون بجامعة كامبردج أسلوباً يعتمد على خلايا المريض نفسه لإنتاج هياكل شبيهة بالأجنة في المختبر لإنتاج خلايا دموية بشرية. يهدف الأسلوب إلى تمكين إصلاح الأنسجة باستخدام عناصر دم متماثلة جينياً مع المريض. وتُعد هذه التقنية خطوة نحو تطبيقات علاجية تعتمد على الخلايا الذاتية للمريض لتقليل مخاطر الرفض.
وعلى صعيد التطبيق السريري، أُجري البريطاني ديف ريتشاردز جراحة زراعة وجه مطبوعة ثلاثياً بعد إصابته بجروح شديدة. اعتمدت العملية على مسار متكامل يشمل المسح والتصميم والطباعة الثلاثية الأبعاد في موقع واحد. وتُعد هذه التجربة الأولى من نوعها في المملكة المتحدة وتفتح أبواباً جديدة أمام المرضى الذين يحتاجون إلى ترقيات جراحية معقدة.
الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية
شهد عام 2025 حضوراً قوياً للذكاء الاصطناعي في الابتكارات الطبية وتطبيقات التلقيح الصناعي المعزز بالذكاء الاصطناعي. أعلنت مؤسسات علمية أن ولادة أول طفل في العالم بمساعدة التلقيح الصناعي المدعوم بالذكاء الاصطناعي تمت باستخدام روبوت دقيق يسيطر عليه علماء في نيويورك عبر نظام ذكي يعتمد على AI والتعلم الآلي. نفذ الروبوت عملية حقن حيوان منوي داخل بويضة أنثوية بدقة عالية دون تدخل بشري مباشر.
نجح فريق من جراحي المخ في جامعة دندي بالتعاون مع أطباء في الولايات المتحدة في إجراء أول جراحة سكتة دماغية باستخدام روبوت عن بُعد. قاد الجراحة فريق بقيادة البروفيسورة إيريس جرونوالد، حيث أزيلت الجلطة الدماغية من مريض في منشأة جامعية أخرى. تمثل هذه التجربة خطوة بارزة في إمكانية إجراء جراحات دقيقة عبر المسافات باستخدام تقنيات الروبوتات.
أعلنت مجموعة من الباحثين في معهد باستور الفرنسي ومعهد الصحة والبحوث الطبية Inserm عن تعزيز الاستجابة المناعية لمقاومة الأورام عبر إعادة برمجة موت الخلايا البائية. عرضت الدراسة نهجا ثلاثياً لعلاج أشكال سرطان الدم التي تؤثر على الخلايا البائية وتتيح خيارات علاجية جديدة. تُظهر النتائج استعداداً أكبر لاستغلال المناعة الذكية في مكافحة أنواع الأورام الدموي.
طور باحثون أجهزة جديدة تقيس تدفق الدم داخل الدماغ باستخدام تقنية SCOS المطيافية البصرية النطاقية. يعمل الجهاز بصورة غير جراحية عبر التقاط ضوء ليزر مشتت وتسجيل حركة الدم داخل الدماغ. يأتي ذلك كأداة مبكرة للوقاية من السكتة الدماغية وإصابات الدماغ الرضحية والخرف الوعائي.
أعلنت شركة لونفي بيوساينسز تركيب حبة دواء تستهدف الخلايا الزومبى بهدف إطالة العمر عبر بروسيانيدين سى 1 PCC1. تشير تجارب على نماذج حيوانية إلى أن هذه التركيبة تزيد العمر المتوسط وتؤخر علامات الشيخوخة. يثير الإعلان حواراً حول تطبيقات الطب الطويل الأمد وآثارها المحتملة على الصحة البشرية.
أظهرت أبحاث جامعة كوينزلاند أن جسماً مضاداً يستهدف الأورام المقاومة للعلاج عبر توجيه الخلايا المناعية إلى بروتين ROR1. هذا المضاد يلتقط الخلايا السرطانية في أنواع عدوانية ولكنه يندر وجوده في الخلايا السليمة. يسهم التطور في تعزيز قدرة الجهاز المناعي على اكتشاف وتدمير الأورام المقاومة للعلاج.
أُجريت تجربة محدودة على 15 مريضاً لاختبار تقنية جديدة لتعديل الجينات بهدف خفض مستويات الكوليسترول بشكل دائم. تشبه التقنية مقصاً بيولوجياً يقطع جيناً مستهدفاً لتعديل نشاطه. أظهرت النتائج الأولية سلامة الطريقة وإمكان تقليل الكوليسترول بشكل دائم.
ابتكارات الأجهزة والتطبيقات العلاجية الجديدة
أعلن فريق بحثي عن جهاز يساعد فاقدي حاسة الشم على استعادة الروائح من خلال ترجمتها إلى إحساسات ملمسية داخل الأنف. تعتبر هذه التقنية خطوة مهمة نحو استعادة الإحساس وتحسين جودة الحياة لذوي فقدان الرائحة. تبرز النتائج جدوى التكنولوجيا في توفير حلول واقعية للمصابين.
طور باحثون في مركز ترميم الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا ومعهد كالتيك جهازاً بسيطاً وغير جراحي لقياس تدفق الدم داخل الدماغ باستخدام تقنية SCOS. يعتمد النظام على تصوير ليزر مشتت مع كاميرا عالية الدقة لقياس حركة الدم في الدماغ. يُعتبر الجهاز أداة واعدة للوقاية من السكتة الدماغية وتقييم إصابات الدماغ الرضحية والخرف الوعائي.
طور باحثون من جامعة أوساكا-متروميتان تقنية جديدة لإصلاح كسور العمود الفقري باستخدام خلايا جذعية مستخلصة من النسيج الدهني. جرى تطبيق التجربة على نماذج فئران وتظهر إمكانات لاستخدام الخلايا الجذعية كنهج غير جراحي لعلاج الكسور الفقرية. تشير النتائج إلى آفاق محتملة لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج أمراض العظام مستقبلاً.


