أعلن باحثون أن استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة ارتبط بزيادة مخاطر سرطان الرئة، وذلك بناءً على دراسة نُشرت في مجلة Thorax المتخصصة في أمراض الجهاز التنفسي. اعتمدت الدراسة على بيانات من تجارب فحص سرطان البروستاتا والرئة والقولون والمستقيم في الولايات المتحدة، شملت ما مجموعه 155,000 مشارك تراوحت أعمارهم بين 55 و74 عامًا. تمت توزيع المشاركين عشوائيًا إما على مجموعة فحص وإما على مجموعة مقارنة بين نوفمبر 1993 ونوفمبر 2001، ومتابعة تشخيصات السرطان حتى نهاية 2009 ووفيات السرطان حتى نهاية 2018. صنّف الباحثون الأطعمة إلى أربع فئات: غير معالجة، معالجة خفيفة، تحتوي على مكونات طهي معالجة، ومعالجة بشكل مفرط.
ركزت النتائج على الأطعمة فائقة المعالجة التي شملها التصنيف، مثل الجبن الكريمي، والأطعمة المقلية، والمخبوزات، والوجبات الخفيفة المملحة. وتضمنت أيضًا الحبوب المحضرة سريعا والحساء والصلصات الجاهزة والسمن الصناعي النباتي والحلويات والمشروبات الغازية ومشروبات الفاكهة المحلاة والهامبرجر والهوت دوج والبيتزا التي تُشترى من المطاعم والمتاجر. وأظهرت النتائج أن أعلى مستويات الاستهلاك لها ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بمقدار نحو 41% مقارنة بأدنى مستويات الاستهلاك. وكانت أكثر أنواعها شيوعًا هي اللحوم المعلبة بنحو 11%، والمشروبات الغازية العادية والكافيين بنحو 7%، والمشروبات الغازية الخالية من الكافيين بنحو 7%.
تصنيف الأطعمة وتأثيرها الصحي
تمت متابعة المشاركين لمدة 12 عامًا، وخلال تلك الفترة رُصدت 1706 حالات جديدة من سرطان الرئة، منها 1473 حالة NSCLC و233 حالة SCLC. وبعد أخذ العوامل المحتملة في الاعتبار، مثل التدخين وجودة النظام الغذائي عمومًا، كان أعلى مستهلكي UPFs أكثر عرضة لتشخيص سرطان الرئة بنسبة 37% لسرطان الرئة غير صغير الخلايا و44% لسرطان الرئة صغير الخلايا. وكون الدراسة رصدية، حذر الباحثون من أن ذلك لا يثبت السببية بل يبيّن ارتباطًا، كما أن شدة التدخين لم تُقاس بدقة وأن بيانات النظام الغذائي جُمعت مرة واحدة فقط. وأشاروا أيضًا إلى قلة عدد حالات السرطان في الدراسة كعامل يجب أخذه في الاعتبار عند تفسير النتائج.
وأشار الباحثون إلى أن ارتفاع استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة يعكس انخفاضًا في جودة التغذية وارتفاعًا في كميات الملح والسكر والدهون في هذه المواد. وأوضحوا أن عمليات التصنيع تغير بنية الغذاء ما يؤثر في توافر العناصر الغذائية وتوافرها، كما قد تُنتج ملوثات ضارة مثل الأكرولين الموجود في نقانق وشطائر مدخنة وحلوى الكراميل. ولُفتوا إلى أن مواد التغليف قد تسهم كذلك في مخاطر صحية. وأكدوا أن تقليل استهلاك UPFs وتوجيه النظام الغذائي نحو مصادر كاملة مثل الخضروات والفاصوليا والحبوب قد يساعد في الحد من مخاطر الصحة على المدى الطويل.
ذكر روب هوبسون، أخصائي تغذية ومؤلف كتاب، أن هذه الدراسة لا تثبت أن الأطعمة فائقة المعالجة تسبب السرطان لأنها دراسة رصدية، بل تعكس ارتباطات وليست تأثيرات مباشرة. وأضاف أن من المهم النظر إلى البيئة الغذائية السائدة حول الناس وكيف تُسوق هذه الأطعمة وتُباع، إذ قد تكون لها آثار صحية واسعة. وأشار إلى أن التوصيات العملية تتمثل في تقليل الاعتماد على هذه الأطعمة وتشجيع الطهي من الصفر وزيادة تناول الأطعمة الكاملة مثل الخضراوات والفاصوليا والحبوب، مع مراعاة التوازن اليومي. ويؤكد على أن الوعي بنمط الاستهلاك يمكن أن يساهم في تعزيز الصحة على المدى الطويل.


