يواجه كثير من الأشخاص مشاكل في الغدة الدرقية تؤثر في إفراز هرمونات الجسم، مما يغيّر وظائف أجهزة متعددة في الجسم. تقع الغدة الدرقية في مقدمة الرقبة وتتشكل كفراشة تمتد على جانبي الحنجرة أمام القصبة الهوائية. تتحكم هذه الهرمونات في معدل التمثيل الغذائي وتوجيه طاقة الجسم، لذا قد يؤدي الخلل إلى تغيّر الوزن والطاقة والمزاج بشكل ملحوظ. وتظهر الإحصاءات أن النساء يصبن بهذه الاضطرابات أكثر من الرجال، مما يجعل متابعة العلامات المبكرة أمرًا مهمًا.
وظيفة الغدة الدرقية
تفرز الغدة الدرقية هرموناتها بناءً على إشارات من الغدة النخامية الموجودة في مركز الدماغ. إذا تغيرت مستويات الهرمونات في الدم، تتولى الغدة النخامية إرسال إشارات تسمّى TSH لتخبر الغدة الدرقية بما يجب عمله. يحدد TSH كمية الهرمون التي تفرزها الغدة الدرقية للحفاظ على التوازن في معدل الاستقلاب ونشاط الأجهزة الحيوية. تتفاعل هذه الآلية مع العديد من وظائف الجسم بما في ذلك الجهاز العصبي والهضمي والقلب.
تشير مجموعة من العلامات إلى احتمال وجود اضطراب في الغدة الدرقية، وتستدعي التقييم الطبي عند ظهورها معًا أو تتابعها. يمكن أن تتضمّن العلامات القلق وتقلّب المزاج وصعوبة النوم، بالإضافة إلى تغيّر في الوزن يرافقه غالباً زيادة أو نقصان في الشهية. كما قد يظهر تعب مستمر وخفقان القلب وتعرق مفرط ورعشات في اليد وتورم في الساقين وتضخّم في منطقة الحلق يجعل ابتلاع الطعام أكثر صعوبة. يجب التنبيه إلى أن هذه الأعراض ليست حصرية للغدة الدرقية بل قد ترتبط بحالات صحية أخرى وتتطلب فحص الطبيب.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية
تظهر أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية عندما يزيد معدل الأيض في الجسم. قد يفقد الشخص وزنًا دون سبب ويزداد الشعور بالجوع أحياناً. كما تتضمن الأعراض تسارع ضربات القلب وخفقان مستمر وارتفاعًا في ضغط الدم في بعض الحالات. وتؤثر الأعراض العصبية مثل الرعشة والقلق والأرق وصعوبة النوم في الاستقرار اليومي.
أعراض خمول الغدة الدرقية
تؤدي أعراض الخمول إلى بطء في معدل الاستقلاب مع زيادة الوزن وشعور بالتعب المستمر. قد يظهر جفاف في الجلد والشعر مع ترقق الشعر وتورم في الوجه في بعض الحالات. ويزداد التحمل للبرد وتظهر إمساك وتراجع في المزاج والقدرة على التركيز. كما يمكن أن تتأثر الدورة الشهرية لدى بعض النساء.
أسباب أمراض الغدة الدرقية
توجد عدة أسباب وراء أمراض الغدة الدرقية، منها الالتهاب الذي قد يقلل إنتاج الهرمونات. يُعد مرض هاشيموتو المناعي من الأسباب الرئيسية للقصور، وهو عادة غير مؤلم وربما وراثي. كما قد يؤدي التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة إلى اضطراب لدى نسبة من النساء بعد الولادة، وهو غالباً ما يكون مؤقتاً. نقص اليود يمثل سبباً عالمياً شائعاً، حيث تعتمد الغدة الدرقية على اليود لإفراز الهرمونات، وتم التخفيف من المشكلة بإضافة اليود إلى الملح.
علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يختلف العلاج بحسب شدة الحالة، ويهدف إلى إعادة إنتاج الهرمنونات إلى مستويات طبيعية. قد تشمل العلاجات أدوية مضادة للدرق، أو استخدام اليود المشع لتدمير جزء من الغدة، أو اللجوء إلى جراحة لإزالة جزء منها أو الغدة كلياً. يختار الطبيب الخطة الأنسب بناءً على نتائج الفحوص والمتابعة المستمرة.
علاج خمول الغدة الدرقية
أبرز علاج الخمول هو تعويض النقص دوائيًا باستخدام ليفوثيروكسين يومياً مدى الحياة وتحت متابعة طبية. يصحح هذا الدواء مستوى الهرمون في الدم ويعيد التوازن إلى عمليات الأيض والطاقة في الجسم. يستدعي العلاج الدائم تقييمات دورية لضبط الجرعة وفقًا للمستوى الدموي للمريضة.
علاج سرطان الغدة الدرقية
عندما يظهر السرطان في الغدة الدرقية، يحدد العلاج وفق نوع السرطان ومرحلته. عادة ما تتضمن الخيارات استخدام جرعات عالية من هرمون بديل، أو اليود المشع، أو الجراحة لإزالة الورم. يختار الطبيب الخطة الأنسب بناءً على التقييم الشامل والنتائج المخبرية والصور الشعاعية.