توضح هذه المادة أن إحساساً بوخزة خفيفة في الأذن أو شعوراً بالامتلاء يظهر بعد أيام من الزكام أو السعال، ولكن قد يكون مؤشراً طبياً مهماً. لا تعتبر آلام الأذن مجرد إزعاج عابر، فقد تكون خللاً مؤقتاً بسبب الزكام أو بداية التهاب يحتاج متابعة. يوضح الأطباء أن التمييز بين الألم الناتج عن نزلة برد وآلام الأذن الحقيقية يساعد في اختيار العلاج المناسب في الوقت المناسب. تجب متابعة الأعراض والتقييم الطبي عند تفاقم الألم أو وجود حمى أو فقدان سمع.

متى تكون نزلة البرد السبب

عند التعرّض لنزلة برد، تصبح قناة استاكيوس، وهي القناة الرفيعة التي تصل بين الأذن الوسطى والحلق، عرضة للانسداد نتيجة الالتهاب وتراكم المخاط. يؤدي هذا الانسداد إلى تعطيل معادلة الضغط في الأذن فتشعر بالامتلاء والشد أو الطنين المؤقت. غالباً ما ترافق هذه الحالة أعراض البرد الكلاسيكية مثل العطس وأنسداد الأنف والتهاب الحلق والسعال، وقد ترتفع الحرارة بشكل خفيف. يمكن وضع كمادة دافئة على الأذن لمدة 15 إلى 20 دقيقة لتخفيف الألم مع رفع الرأس أثناء النوم.

حين يتحول الألم إلى التهاب

إذا استمر الألم أو ارتفع بعد تحسن أعراض البرد، فقد يشير ذلك إلى التهاب في الأذن الوسطى عندما تُغلق قناة استاكيوس ويتركم سائل خلف الطبلة. يخلق هذا السائل بيئة مناسبة لنمو البكتيريا أو الفيروسات وتظهر أعراض مثل ألم حاد وضعف السمع وإفرازات أحياناً وارتفاع الحرارة وقد يرافقه دوار. في هذه المرحلة لا يكفي العلاج المنزلي ويحتاج المريض إلى فحص طبي. قد يصف الطبيب مضاداً حيوياً أو قطرات مهدئة لتجنب تمزق الطبلة أو انتشار العدوى إلى العظام المحيطة.

أسباب أخرى لا يجب إغفالها

رغم أن نزلة البرد والتهاب الأذن هما السببان الأكثر شيوعاً لآلام الأذن، إلا أن هناك أسباب أخرى يجب مراعاتها. منها التهاب الحلق أو اللوزتين والتهابات الجيوب الأنفية والحساسية الموسمية ومشاكل الفك (الصدغي الفكي) والتغيرات في الضغط أثناء السفر. كما قد يتسبب تراكم الشمع في الأذن في الألم، وفي بعض الحالات قد تكون الإحالة إلى ألم في الأسنان أو الفك بسبب تقاطع العصب المسؤول عن الإحساس بالأذن. يوضح الأطباء أن التشخيص الدقيق أساس العلاج، فالتعامل مع الأسباب المتعددة كأنه مجرد نزلة برد قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة.

طرق فعّالة لتخفيف الألم والوقاية

يمكن تخفيف ألم الأذن بوسائل بسيطة حتى استشارة الطبيب، منها وضع كمادة دافئة أو باردة على الأذن لمدة 15 إلى 20 دقيقة وتجنب الضغط الشديد. يجب الجلوس في وضع مستقيم لتقليل الضغط الداخلي وتجنب تنظيف الأذن بالأعواد أو إدخال أي جسم غريب. عند الحاجة يُستخدم مسكن ألم مناسب بعد استشارة الطبيب، وتُساهم مضغ العلكة في موازنة الضغط داخل الأذن في بعض الحالات. أما الوقاية فتشمل معالجة نزلة البرد في بدايتها وتجنب التدخين والبيئة الدخانية، والحرص على تجنب دخول الماء إلى الأذن أثناء الاستحمام أو السباحة أثناء فترة العدوى.

شاركها.
اترك تعليقاً