أصدرت محكمة في بيزانسون شرقي فرنسا حكما بالسجن مدى الحياة بحق طبيب تخدير فرنسي، يبلغ من العمر 53 عاماً، بعد إدانته بتسميم المرضى عمداً أثناء الجراحات. وتُعد هذه القضية من بين أكبر قضايا الإهمال الطبي في فرنسا، إذ أُثبت أنه أضاف مواد كيميائية مثل كلوريد البوتاسيوم أو الأدرينالين إلى عبوات المحاليل الوريدية. وتسبب ذلك في تعطّل قلوب بعض المرضى أو نزيف حاد استدعى تدخلاً طارئاً في غرفة العمليات. وكان غالباً ما يظهر كمنقذ للمريض في لحظات الأزمة.

تفاصيل القضية والضحايا

كشف التحقيق عن وجود نمط من “الأحداث الضارة الخطيرة” في عيادة سانت فنسنت ببيزانسون، حيث كان معدل النوبات القلبية تحت التخدير في العيادة أعلى بواقع أكثر من ستة أضعاف المعدل الوطني. أول ضحايا القضية المعروفة كانت ساندرا سيمارد، وهي امرأة تبلغ 36 عامًا تعرّضت لسكتة قلبية خلال جراحة في العمود الفقري ونجت بفضل تدخل الطبيب رغم دخولها في غيبوبة. كما كان أصغر ضحاياه طفلًا عمره أربع سنوات أُجري له استئصال اللوزتين وتعرّض لسكتتين قلبيتين. أما أكبر ضحاياه فكان عمره 89 عامًا، وفي 12 حالة لم يتمكن من التدخل وتوفي المرضى.

أظهر التحقيق أن الحوادث خطيرة في عيادة سانت فنسنت بشكل واضح، وتكررت أثناء وجوده وتراجعت حين غادر لفترة قصيرة للعمل في عيادة أخرى ثم عادت عند عودته، قبل أن يمنع من مزاولة المهنة في 2017 وتوقفت الظاهرة. أُطلق التحقيق في 2017 بعد الاشتباه بتسميم مرضى في عيادتين خلال الفترة 2008–2017. تبيّن أن كيس محلول لمريضة أصيبت بنوبة قلبية خلال جراحة كان يحتوي على كميات زائدة من كلوريد البوتاسيوم. أقر بيشييه بأن بعض المرضى ربما تعرضوا للتسمم خلال المحاكمة لكنه نفى ارتكاب مخالفة.

أطوار المحاكمة والنتيجة

استمرت المحاكمة 15 أسبوعاً، وأقر بيشييه أحياناً بأن بعض المرضى الذين مرضوا أو ماتوا ربما تعرضوا للتسمم، لكنه نفى ارتكاب مخالفة. أكد أنه ليس سمّاماً وأنه التزم بقسم أبقراط. قرر القاضي أن يحكم عليه بالسجن مدى الحياة مع حد أدنى قدره 22 عاماً، وكان حراً طوال فترة المحاكمة مع وجود مهلة للاستئناف لمدة عشرة أيام. وصفه المدعي العام بأنه بدا دوماً كمن يمتلك الحل ويخلق شخصية المنقذ ليحظى بثقة الزملاء، فيما رأى الطبيب النفسي وجود شخصية متناقضة لديه مع إشارات إلى محاولات انتحار في 2014 و2021.

شاركها.
اترك تعليقاً