أعلن الدكتور عمرو طلعت أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أصبح ساحة تنافس على مستوى العالم بسبب التطورات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات وتزايد الهجمات السيبرانية التي تؤثر في أمن الدول. أشار إلى أن القطاع لم يعد مجرد خدمة بل قوة إنتاجية واستراتيجية للدول، وأن هذا التوجه جرى عرضها خلال الدورة التأهيلية لعناصر التمثيل الدبلوماسى العسكرى المصري بالخارج. وأوضح أن مصر اعتمدت استراتيجية التحول الرقمي التي أُطلقت في 2018 وتهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي من خلال المعرفة والتكنولوجيا وتوسيع الصادرات الرقمية. ويتركز التوجه أيضاً على رقمنة الخدمات الحكومية وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار الرقمي.
الاستراتيجية والقدرات الرقمية
أوضح أن ممكنات القطاع تقوم على بنية تحتية رقمية متطورة وإطار تشريعي يحمي بيانات المواطنين ويشجع الابتكار. أشار إلى وجود 21 كابلًا بحريًا يمر عبرها 90% من حركة البيانات بين آسيا وأوروبا وتستفيد منها أكثر من 60 دولة. وأكد أن مصر حريصة على تقديم خدمات تنافسية ودعم قدراتها في شبكات الكابلات الدولية لأنها في قلب حركة البيانات العالمية. وشدد على أن التحديات السيبرانية تفرض إجراءات حازمة لضمان الأمن السيبيراني الوطني وتسهيل الاستثمار.
التعليم وبناء الكوادر الرقمية
استعرض وجود مبادرات تعليمية لبناء القدرات الرقمية من خلال إنشاء مدارس WE للتكنولوجيا التطبيقية، والتي تبلغ 27 مدرسة منتشرة في المحافظات. وأكد إنشاء جامعة مصر للمعلوماتية كأول جامعة في أفريقيا متخصصة في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع شراكات عالمية لتخريج أجيال مؤهلة على مستوى عالمي. وأشار إلى أن عدد المتقدمين إلى الجامعة تضاعف 13 مرة، وجرى الاحتفال بتخريج أول دفعة هذا العام، مع خطط لاستلام المرحلة الثانية خلال العام القادم.
المبادرات التدريبية وفرص العمل الرقمي
أعلن عن مبادرات وبرامج تدريبية موجهة لتخصصات مهنية محددة مثل الإعلاميين والقضاة والصحفيين لتدريبهم على استخدام الذكاء الاصطناعي. وأوضحت الوزارة أنها تستهدف تدريب 800 ألف متدرب خلال العام الجاري وتخطط للوصول إلى مليون متدرب بحلول 2030، وتدير 24 مركزاً من مراكز إبداع مصر الرقمية في المحافظات. وتعمل المبادرات على تأهيل المتدربين لسوق العمل ومواكبة متطلبات الصناعة الرقمية.
التعهيد والخدمات الرقمية الدولية
أشار إلى ارتفاع مكانة مصر في قطاع التعهيد، حيث تجاوز عدد مراكز التعهيد 270 مركزاً وتوفر أكثر من 60 ألف فرصة عمل خلال الثلاث سنوات الأخيرة، كما تم توقيع اتفاقيات مع 55 شركة لتوسيع هذه المراكز وتوفير نحو 75 ألف وظيفة جديدة. وصلت الصادرات الرقمية إلى 7.4 مليار دولار في 2025 وتطمح إلى الوصول إلى 9 مليارات دولار. كما جرى جذب 15 علامة تجارية لتصنيع الهواتف المحمولة في مصر، وجرى إنتاج 10 ملايين جهاز محمول في 2025 بقيمة مضافة تبلغ 40%، مع خطة للوصول إلى 15 مليون جهاز في العام المقبل والتصدير.
الخدمات الرقمية للمواطنين والمصريين بالخارج
ولخدمات المواطنين، أشار إلى أن منصة مصر الرقمية تضم حالياً 210 خدمة ويغطيها أكثر من 10 ملايين مواطن مسجلين. كما تم رقمنة منظومة سداد مخالفات المرور والتحقق من براءة الذمة المالية وبدأت المرحلة الأولى من خدمات المصريين بالخارج على المنصة. وتخطط الوزارة لاستكمال نشر كابلات الألياف الضوئية في جميع المحافظات وتحسين جودة التغطية وتطوير شبكات المحمول مع تفعيل خدمات الجيل الخامس.