توضح الصحيفة أن الكركم يُستخدم تقليديًا لمواجهة مشاكل صحية مرتبطة بالعظام والمفاصل، إضافة إلى اضطرابات الجهاز الهضمي ومشاكل البشرة. وتؤكد أن المكون النشط فيه، الكركمين، يمنحه اللون البرتقالي المشرق ويملك خصائص مضادة للالتهابات ومضادات أكسدة قوية. ويرتبط وجود مركبات الجذور الحرة في الجسم بخطر أمراض مثل الخرف والشيخوخة المبكرة، وهو ما يجعل الكركم ذا أهمية في الرعاية الصحية. كما أُشير إلى أن الكركم استخدم عبر ثقافات مختلفة بفعل قدرته على دعم الهضم وتحفيز إنتاج الحمض المعوي.
مكونات وفوائد رئيسية
يبرز الكركمين كمكوّن رئيسي يمنح الكركم فائدته الصحية، وهو مركب يملك خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. وتشير الدلائل إلى قدرته على الارتباط بالجذور الحرة وتوفير حماية للخلايا من الإجهاد. كما يسهم الكركمين في تقليل الالتهابات وتحسين بعض وظائف الجسم المرتبطة بالشيخوخة والأمراض العصبية.
إلى جانب الكركمين، يمتلك جذر الكركم زيوتًا أساسية تعرف باسم التورميرونات وتُظهر خصائص مفيدة في تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي، إضافةً إلى حماية خلايا الأعصاب. وتُشير المصادر إلى أن هذه الزيوت تعزز الصحة بطرق متعددة. وتساهم هذه المزايا في تفسير الاستخدام الطويل للكركم عبر ثقافات مختلفة لغايات علاجية متباينة.
توجد اليوم عدة طرق لاستهلاك الكركم تشمل الكبسولات والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى المسحوق الجاهز للاستخدام في الطبخ والجذر الطازج القابل للتحميص، أو إضافته إلى العصائر المعززة للمناعة. كما أصبح لاتيه الكركم والحليب الذهبي خيارين شائعين في المقاهي والمطاعم العصرية. يتيح هذا التنوع الاستفادة من خصائصه الصحية بطرق مألوفة ومتنوعة.
يعزز وجود البيبيرين من الفلفل الأسود امتصاص الكركمين بشكل كبير، حيث تشير التقديرات العلمية إلى زيادة قد تبلغ نحو 2000%. وبالتالي قد تكون الكركمة الطازجة أو المزج مع الفلفل الأسود أكثر فاعلية من المسحوق وحده لتحقيق نتائج صحية. كما أن طهي الكركم بشكل معتدل وعدم تعريضه لحرارة عالية أو غليه لفترات طويلة يحافظان على زيوته العطرية ومضادات الأكسدة فيه.
يحذر الأطباء من أن تناول مكملات الكركم فائقة القوة قد يسبب تلفًا في الكبد نتيجة تفاعل مناعي محتمل في هذا العضو. وتشير بيانات دراسة إلى أن عدد الحالات المصابة بفشل الكبد بسبب مكملات الكركم ارتفع خلال الفترة بين 1995 و2020 بنحو 8 أضعاف. كما أن الإفراط في الاستخدام قد يسبب الغثيان واضطراب المعدة نتيجة تعزيز إنتاج حمض المعدة. وتبرز مخاطر تداخل بعض المكملات مع أدوية أخرى، فيستحسن استشارة الطبيب قبل البدء بأي مكمل.
لا تكون مكملات الكركم مناسبة للجميع، خصوصًا من يتناولون أدوية مميعة للدم أو مضادات للصفيحات. وينصح بالتشاور مع الطبيب قبل إدراج أي مكمل غذائي في الروتين اليومي، خصوصًا قبل إجراء جراحة، لتجنب مخاطر النزف. كما يجب على المصابين بالسكري مراقبة مستويات السكر في الدم عند استخدامه مع أدوية خفض السكر، لأن الكركم قد يخفضه أحيانًا. كما لا يُنصح به لمرضى حصى المرارة أو انسداد القناة الصفراوية أو أمراض الكبد، كما يجب تجنبه أثناء الحمل والرضاعة.
ينتمي الكركم إلى عائلة الزنجبيل، وهو نبات يحتاج درجات حرارة بين 20 و30 درجة مئوية مع معدلات أمطار سنوية كافية لينمو جيدًا. وتوجد أصناف مختلفة بحسب المناطق وتختلف جذورهما في الشكل واللون ونسب الكركمين والزيوت الأساسية. وأشهر الأصناف هي أليبي ومدراس، سُمّيت كل منهما نسبة إلى المنطقة التي نشأت فيها في الهند. يركّز صنف أليبي عادة على النكهة واللون ويحتوي نحو 4% من الكركمين و3–5.5% من الزيوت الأساسية، بينما يمتاز صنف مدراس بلون أصفر أقرب إلى الفاتح ويضم نحو 2% من الكركمين والزيوت الأساسية.


