تعد العاصمة الإدارية الجديدة من أهم المشروعات القومية في تاريخ مصر الحديث، وهي مدينة من مدن الجيل الرابع وعاصمة جمهورية مصر العربية المستقبلية. تقع المدينة في محافظة القاهرة وتدار بواسطة شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، وأصدر رئيس الجمهورية القرار رقم 57 لسنة 2016 بشأن إنشائها. أعلن مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشيخ في الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015 عن التعاقد مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتنفيذ المشروع في إطار شراكة تنموية.

المساحة والموقع

تبلغ المساحة الإجمالية للعاصمة الإدارية الجديدة نحو 170 ألف فدان، أي ما يعادل 688 كيلومترًا مربعًا، لتصبح بذلك أكبر من مساحة دولة سنغافورة وأربعة أضعاف مساحة مدينة واشنطن. وتقع العاصمة على بعد نحو 60 كيلومترًا شرق القاهرة، وحوالي 65 كيلومترًا غرب مدينة السويس. وتخطط العاصمة لاستيعاب نحو 6.5 مليون نسمة عند اكتمال جميع مراحلها الإنشائية.

الأهداف والتقسيم الإداري

تسعى العاصمة الإدارية الجديدة إلى تخفيف الازدحام السكاني والمروري في القاهرة الكبرى ونقل مركز الحكم والإدارة إلى مدينة حديثة تعتمد على النظم الذكية. وتحدد الخطة أن تتحول العاصمة بنهاية يونيو 2022 إلى مقر رسمي لحكم مصر، وتتولى الحكومة نقل مقرات الرئاسة ورئاسة الوزراء ومجلس النواب ومجلس الشيوخ والوزارات والهيئات الحكومية والسفارات والقنصليات الأجنبية إليها. وتؤكد الرؤية أن المدينة ستعزز القطاعين المالي والاقتصادي من خلال حي المال والأعمال وتكون جزءاً من منظومة النقل والاتصال الحديثة.

المعالم والمشروعات

يضم الحي الحكومي مساحة تقارب 400 فدان ويحتضن مجلس النواب ومجلس الشيوخ ورئاسة الوزراء والمجمع الوزاري المكوّن من 34 مبنى وزاريًا، وهو جزء من استراتيجية التحول الرقمي والحوكمة الإلكترونية. كما يبرز حي المال والأعمال على مساحة تقارب 200 فدان، وهو القلب الاقتصادي ويضم البنك المركزي المصري والبورصة ومقرات بنكية وطنية ودولية، إضافة إلى البرج الأيقوني الذي يعتبر أطول برج في إفريقيا بارتفاع يقارب 400 متر. وتضم العاصمة مدينة الفنون والثقافة ومركزاً نابضاً بالأنشطة الثقافية، إضافة إلى مدينة مصر الدولية للألعاب الأولمبية التي تضم ملعباً بسعة 90 ألف متفرج ومرافق رياضية عالمية.

الخدمات والبنية التحتية

تشمل العاصمة الإدارية الجديدة مدينة تعليمية تضم جامعات دولية ومدارس عالمية وتوفر مركزاً صحيًا متطورًا يضم عشرات المستشفيات الحديثة. كما ترتبط العاصمة بمطار العاصمة الدولي والمونوريل والقطار الكهربائي الخفيف والقطار الكهربائي السريع، إضافة إلى محطة حافلات مركزية ضخمة تدعم الحركة والتنقل. وتُعد هذه الخدمات ركيزة رئيسة للاقتصاد والاستثمار وتساهم في توفير جودة حياة عالية للسكان والمستثمرين.

شاركها.
اترك تعليقاً