توضح هذه الإرشادات أن الإمساك شائع عند الأطفال في مراحلهم الأولى، خاصة عند الانتقال من الرضاعة إلى الأطعمة الصلبة أو تغيّر الروتين الغذائي. وتثير هذه الحالة قلق الأمهات بسبب صعوبة التبرز وبكاء الطفل أحيانًا أثناء الإخراج. وتؤكد أن الحلول الطبيعية الآمنة يمكن أن تخفف الأعراض وتحسن الحركة.
أولاً: الترطيب والوقاية
يُعتبر الماء أساسًا للحفاظ على ليونة البراز وسهولة مروره. عند نقص السوائل، يصبح البراز أكثر جفافًا، وهو ما يجعل التبرز صعبًا. لذلك يوصي الأطباء بتوفير الماء بشكل منتظم بين الوجبات، خصوصًا للأطفال فوق ستة أشهر، إلى جانب العصائر الطبيعية الغنية بالألياف مثل عصير البرتقال أو الخوخ.
ثانياً: ماء البرقوق
يُعد البرقوق المجفف من أقدم العلاجات المنزلية لتسهيل حركة الأمعاء. ينقع حبة برقوق واحدة في نحو 50 مل من الماء طوال الليل، ويُقدَّم للطفل نصف ملعقة صغيرة من منقوعه صباحًا. يحتوي البرقوق على السوربيتول والألياف القابلة للذوبان، وهما مكونان يساعدان على تنشيط حركة الأمعاء وتحفيزها بشكل طبيعي دون تهيّج الجهاز الهضمي. وللأطفال الأكبر من أربعة أشهر، يمكن عصر البرقوق بعد النقع وتقديم ملعقة صغيرة من العصير فقط يوميًا، ما لم يعانِ الطفل من حساسية من الفواكه المجففة.
ثالثاً: شراب التين والخوخ
هذا الشراب يجمع بين مفعول التين الطازج والخوخ المجفف، وكلاهما غني بالألياف. يُحضَّر بنقع نصف كوب من كل نوع في كوبين من الماء لمدة ثماني ساعات، ثم يُغلى المزيج لدقائق ويُضاف إليه القليل من دبس السكر لزيادة الفائدة المعدنية. بعد الخلط في الخلاط وتعبئته في برطمان زجاجي معقم، يُقدَّم للأطفال فوق عمر الثلاث سنوات بمقدار ملعقة صغيرة يوميًا حتى تتحسن حركة الأمعاء.
رابعاً: الشوفان بدلًا من الأرز
من الأخطاء الشائعة الاعتماد على عصيدة الأرز أو القمح كوجبة أساسية للطفل المصاب بالإمساك. تشير الدراسات إلى أن الشوفان خيار أفضل لاحتوائه على ألياف تساعد على تليين البراز وتخفيف الانتفاخ. يمكن إعداد العصيدة بالحليب أو الماء مع القليل من الفاكهة المهروسة مثل التفاح أو الموز لتكون وجبة مغذية ومرنة في الوقت نفسه.
خامساً: عصير البرتقال والخوخ
يُمزج عصير البرتقال مع الخوخ للحصول على مصدر مزدوج للألياف والفيتامينات. يُخلط 50 مل من عصير البرتقال الطازج مع حبة خوخ واحدة في الخلاط، ويُقدَّم مرة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أيام كحد أقصى. يُفضّل ألا يُقدَّم للأطفال دون عمر السنة إلا بعد تخفيف العصير جيدًا لتجنب تهيّج المعدة.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا استمر الإمساك لأكثر من 48 ساعة رغم تطبيق الحلول الطبيعية، أو إذا وُجد دم في البراز أو فقدان في الوزن، فيجب مراجعة طبيب الأطفال فورًا. قد تكون المشكلة ناتجة عن اضطراب في الغدة الدرقية أو تحسس غذائي أو خلل في الأعصاب المغذية للأمعاء. يحذر الأطباء من استخدام التحاميل أو الحقن الشرجي دون استشارة مختص، لأن الإفراط فيها قد يؤدي إلى تهيّج الغشاء المخاطي للمستقيم.
نصيحة للأمهات
من الأفضل إدخال الأطعمة الغنية بالألياف بشكل تدريجي، مع متابعة استجابة الطفل، وتجنب الحليب الصناعي الزائد الذي قد يسبب صلابة البراز. كما أن تدليك البطن بحركات دائرية لطيفة يساعد على تحفيز حركة الأمعاء الطبيعية، خاصة عند الأطفال الرضع. كما يُنصح بمراقبة علامات التحسن أو التغيرات في حركة الأمعاء وتعديل النظام الغذائي بناءً على ذلك.


