توضح الدراسات أن الجفاف ليس مقتصرًا على الصيف بل يظهر تدريجيًا في الشتاء مع تغير الطقس. يهب الهواء البارد وتكون الرطوبة فيه منخفضة، مما يسحب الماء من الجلد والرئتين مع كل نفس. يقل شرب الماء في هذه الفترة بسبب انخفاض الإحساس بالعطش وتبخر العرق بسرعة في الجو البارد. لذلك يفقد الجسم الرطوبة تدريجيًا إذا لم يتم الانتباه إلى الشرب.
أسباب جفاف الشتاء
تساهم عدة عوامل في جفاف الجسم خلال فصل الشتاء، إذ يسحب الهواء الجاف الرطوبة من البشرة والرئتين. يتبخر العرق بسرعة في الطقس البارد، ما يجعل فقدان السوائل يبدو أقل وضوحًا من الواقع. كما أن انخفاض الإحساس بالعطش قد يخدعك ويقلل من كمية السوائل التي تتناولها. وإضافة إلى ذلك، يزيد التبول في الأجواء الباردة استجابة للجسد مما يضاعف فقدان الماء.
المشروبات الساخنة وتأثيرها
تعطي المشروبات الساخنة إحساسًا بالراحة، لكنها لا تعادل ترطيب الجسم بنفس الطريقة. قد تؤدي القهوة والشاي إلى فقدان سوائل إضافية إذا استُهلكت بكميات كبيرة. يظل الاعتماد على هذه المشروبات وحدها غير كاف لتلبية احتياجات الجسم من الماء، لذا يجب موازنة شرب الماء خلال اليوم. يجب ألا يحل المشروب الدافئ محل الماء العادي في قائمة الترطيب اليومية.
من يحتاج إلى الحذر
يحتاج بعض الأشخاص إلى توخي الحذر بشكل أكبر من غيرهم فيما يتعلق بالجفاف في الشتاء. هؤلاء يشملون المصابين بأمراض الكلى أو السكري، وأولئك الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة، لأن الجفاف يزيد من كثافة المخاط لديهم. كما أن كبار السن عادة ما يملكون حسًا عطشًا أضعف، ما يجعلهم أكثر عرضة للجفاف. كما يجب على الأطفال الصغار أن يتذكروا شرب الماء باستمرار أثناء اللعب والأنشطة.
طرق الحفاظ على الرطوبة
لا توجد كمية محددة تناسب الجميع لشرب الماء في الشتاء، لكن الاعتماد على العطش وحده غير كاف. حافظ على رطوبتك بممارسة عادات بسيطة: ابقَ قارورة ماء دافئة قربك واشرب منها على مدار اليوم، ويمكنك إضافة شرائح من الزنجبيل أو الليمون أو القرفة إذا رغبت. راقب علامات الجفاف مثل البول الداكن أو تشقق الشفاه أو خشونة اليدين. كما يمكن أن تحصل على الترطيب من الطعام، من خلال الفواكه الشتوية الغنية بالماء والشوربات والمرق وماء جوز الهند واللبن الرائب، بالإضافة إلى مشروبات الأعشاب.
الجفاف وتأثيره على البشرة
تتعرض البشرة للجفاف خلال الشتاء بسبب الرياح الباردة واستخدام أجهزة التدفئة في الداخل. يفقد الجلد زيوته الطبيعية وتصبح الطبقة الخارجية أكثر هشاشة، ما يجعل الشكاوى الشائعة كالقشور حول الأنف والفم أكثر وضوحًا. قد تظهر حكة في الذراعين أو الساقين ونوبات أكزيما في بعض الحالات. تساعد الكريمات الموضعية على الشفاء بشكل أسرع عندما تكون مصحوبة بترطيب داخلي مستمر عبر شرب الماء بانتظام.


