تعلن الدولة المصرية في عام 2025 أن مقاربة علاقتها بالأجيال الجديدة تحولت من اعتبار الشباب مستقبلًا مؤجلًا إلى اعتبارهم قوة حاضرة في بناء الدولة ووعى المجتمع. وتؤكد أن تفاعل العواصم مع الداخل يعكس صلابة المجتمع وعمق الوعي الجمعي. ويرى المراقبون أن عام 2025 شهد تحولاً هادئاً في رؤية الدولة لعلاقة الشباب بالدبلوماسية، حيث صارت قضاياهم جزءاً أساسياً من السياسات الخارجية والداخلية معاً. وتبرز هذه الرؤية في توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الاستثمار في الشباب كركيزة للمستقبل، مع تأكيده أن تمكينهم يعزز قدرة الوطن على البناء والاستمرارية.
الجمهورية الجديدة والشباب نبض الحاضر
تجسد الجمهورية الجديدة فكرة أن الشباب ليسوا مجرد أمل للمستقبل بل روح الأمة التي تتجدد طاقتها مع كل جيل. وتكرس القيادة السياسية جهودها لتأهيل الشباب وتمكينهم وتزويدهم بالأدوات التي تُصنع منهم بناة وطن وقادة للتغيير في مختلف المجالات. وتؤكد الدولة أن الاستثمار في الإنسان هو محور القوة، وأنه إذا توضّبت مؤسسات الدولة بهذا الفهم صار للشباب موقع حاسم في صدارة مسار التنمية. وتؤكد أيضاً أن جيل الشباب أصبح جزءاً من منظومة اتخاذ القرار ومسار البناء المستمر.
وتشير الدوائر الرسمية إلى أن هذه الرؤية تترجم في السياسات والخطط التي وضعتها وزارة الخارجية وقطاعات الدولة كافة منذ عام 2025. وتؤكد أن تعزيز دور الشباب يتبلور في بناء كادر دبلوماسي مدرك للسياقات المعقدة وموائم للمصالح الوطنية مع المبادئ. كما تتوالى المبادرات لتوسيع حضور الشباب في حقول العمل الدبلوماسي وتطوير قدراتهم بما يواكب التحولات الدولية. ويؤكد المسؤولون أن الشباب يعتبرون قوة حقيقية في الحفاظ على استمرار الدبلوماسية المصرية وتحديث أدواتها بما يتماشى مع متطلبات العصر.
إعداد الكوادر الدبلوماسية
تشير المصادر إلى أن إعداد الكوادر الدبلوماسية في عام 2025 يُنظر إليه كمسار معرفي ممتد وليس إجراء إداري فحسب. يقوم هذا المسار على صقل أدوات الفهم وبناء عقل تحليلي قادر على قراءة السياقات واستيعاب التحولات والتعامل مع السياسة الخارجية كعملية توازن بين المبادئ والمصالح. ويقول المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الوزير بدر عبد العاطي كسر النمط التقليدي للتواصل ليصل بخطاب السياسة الخارجية إلى الجامعات كمنصة حوار مفتوح تشرح ثوابت الدولة وتستمع لتساؤلات الجيل. كما تُبرز هذه الرؤية في بناء كوادر قادرة على التفاعل مع بيئات دولية متشابكة وتلبية احتياجات الدولة في مختلف المحافل.
الجامعات منصات للحوار وبناء الوعي
شهد عام 2025 اتساع دوائر الحوار لتشمل لقاءات وندوات شارك فيها وزير الخارجية وقادة الوزارة داخل الجامعات المصرية، وجمعت طلاب تخصصات مختلفة. وتؤكد هذه المبادرات أن السياسة الخارجية لا تُصنع بمعزل عن المجتمع وأن بناء الوعي بها يبدأ من كسر الحواجز النفسية والمعرفية بين الشباب ومؤسسات الدولة. وتوضح المبادرات أن الهدف ليس مجرد نقل الخبرة بل بناء تصور واقعي لطبيعة العمل الدبلوماسي الحديث الذي يعتمد التخصص والتكامل بين الأدوات السياسية والاقتصادية والثقافية، والقدرة على العمل في بيئات دولية متشابكة. وتبرز هذه الجهود أن الجامعات صارت منصات لتثقيف الشباب حول مبادئ السياسة الخارجية وأدوار مصر على الساحتين الإقليمية والدولية.
غرس الانتماء وتعزيز المسؤولية الوطنية
ويبرهن ذلك الحرص على التواصل المستمر مع الطلاب والشباب لإيمان الوزارة بأن تحفيزهم وتوعيتهم بالدور النشط للدبلوماسية يعزز الانتماء الوطني. ويبرز الوزير بدر عبد العاطي نموذجاً للسياسة التي تفتح أبواب الوزارة أمام الشباب عبر لقاءات دائمة وتأكيده على تمكينهم وإشراكهم في صنع القرار. كما امتدت المبادرات إلى الجامعات، حيث زار جامعة القاهرة والتقى طلاب العلوم السياسية وتواصل مع شباب المحافظات في مبادرة لتبادل الحوار وبناء تفاهم. وتؤكد التصريحات أن الدولة تعتبر الشباب ثروة قومية ومحرّكاً أساسياً لمسيرة التنمية الشاملة.
دعوة مفتوحة للالتحاق بالسلك
وتؤكد الوزارة أن الباب مفتوح أمام جميع الطاقات الواعدة للالتحاق بسلك الخارجية عبر المسابقة الرسمية، وأن الاختيار يتم بشفافية وفق معايير الكفاءة والجدارة. وتوضح أن الدعوة تعكس إيمان الدولة بأهمية تنويع الخلفيات والخبرات بما يعزز تمثيل مصر في المحافل الدولية. وفي إطار هذه الرؤية شارك الوزير عبد العاطي في الاختبار الشفوي للمتقدمين لوظيفة ملحق دبلوماسي كإجراء يعزز النزاهة والموضوعية. وتستمر الوزارة في دعم البرامج الموجهة لإعداد كوادر شابة تمتلك أدوات التفاوض وإدارة الأزمات وفهم الدبلوماسية العامة كجزء من قوة الدولة الناعمة.
رؤية استراتيجية للشباب
يرى المحرر الدبلوماسي أن اهتمام الوزير بالشباب يتجاوز كونه إجراءً إداريًا ليصبح رؤية استراتيجية تدرك أن قوة السياسة الخارجية تبنى على وعي وشراكة مع جيل المستقبل. وتؤكد أن الوعي يشكل جسراً بين الداخل والعالم وأن حضور السياسة يتعزز عندما يكون الشباب شركاء في صناعة القرار. وتخلص إلى أن الدبلوماسية المصرية ستظل منارة للشباب تضيء دروبهم بالفكر والمعرفة وتفتح لهم آفاق جديدة. ويُختتم بأن المستقبل في يد جيل لا يعرف الاستسلام ويصوغ سياسات الوطن بمواهب وأحلام تثري تاريخ مصر وحضارتها.


