تكشف الدراسات الحديثة أن وضعية الحوض أثناء الوقوف والمشي لدى الأطفال قد تحمل دلالات مخفية على اضطرابات مثل التوحد أو ADHD. وتظهر بعض الدراسات أن بعض الأطفال دون العاشرة يظهرون ما يسمى بميل الحوض للأمام، مما يجعل المؤخرة تبدو بارزة بشكل يشبه مشية البط رغم أنها ليست أكبر حجمًا في الواقع. وتبين أن زاوية ميل الحوض للأمام عند الأطفال المصابين بالتوحد تكون أكبر بنحو خمسة درجات مقارنة بالأطفال غير المصابين، وهذا الميل يؤثر في التوازن ويجبر الجسم على تعويضات غير طبيعية أثناء الوقوف والمشي. وتؤكد المصادر أن هذا الارتباط ليس دليلًا على سبب التوحد، وإنما علامة محتملة يمكن رصدها مبكرًا للمساعدة في التدخل العلاجي.

السلوكيات الحركية المرتبطة بالتوحد

تشير الدراسات إلى أن التوحد قد يصاحبه سلوكيات حركية مثل المشي على أطراف الأصابع والجلوس في أوضاع متكررة لفترات طويلة وتيبس عضلات الفخذ والحوض. تساهم هذه السلوكيات في شد عضلات الورك وتزيد ميل الحوض للأمام، ما يجعل الحفاظ على توازن الجسم أكثر صعوبة. ويرتبط شدة أعراض التوحد ارتباطًا وثيقًا بمدى اضطراب المشي، وهو ما يفسر جزءًا من التغيرات في الوضعية لدى الأطفال المصابين.

الجوانب العصبية والدراسات الدولية

ترتبط تفسيرات عصبية بالحالة بتأثر نمو مناطق مثل المخيخ والعقد القاعدية، وهي المناطق المسؤولة عن الحركة والتوازن والتحكم العضلي. وقد أصبحت تغيرات وضعية الحوض أكثر وضوحًا لدى الأطفال في سن المدرسة، خاصة بين 8 و10 سنوات. وفي دراسة إيطالية نُشرت باستخدام تحليل حركة ثلاثي الأبعاد مقارنة مشية أطفال مصابين بالتوحد بغيرهم، أظهرت النتائج أن المصابين يميلون بالحوض للأمام عند لمس القدم الأرض، مع حركة كاحل أقل.

العلاقة مع ADHD ونسب الانتشار

وأظهرت دراسة يابانية أن الأطفال المصابين بالـ ADHD، خاصة الأولاد بعمر 9 إلى 10 سنوات، لديهم ميل في الحوض للأمام بنحو 4.5 درجات أكثر من أقرانهم، ويرتبط هذا الميل بأعراض فرط الحركة والاندفاع. وتشير هذه النتائج إلى وجود ارتباط بين الوضعية الحركية وخصائص ADHD، وإن لم تعنِ ذلك وجود علاقة سببية مباشرة لكنها قد تتيح رصدًا مبكرًا لتدخلات مستهدفة.

نسب الانتشار والتداخل مع التوحد

وتشير أحدث مراجعة لمراكز السيطرة على الأمراض الأمريكية إلى أن طفلًا واحدًا من كل 31 طفلًا تم تشخيصه باضطراب طيف التوحد. وتتداخل حالات التوحد و ADHD بنسب قد تصل إلى 50–70%. وتبرز أهمية متابعة التقييم الحركي كجزء من الرعاية الشمولية للأطفال المصابين أو المعرضين لضمان تدخل مبكر وفعال.

شاركها.
اترك تعليقاً